عشاق الله

طبق الباشا المفضل

داوود باشا والأرز طبق بسيط وسريع التحضير المؤلف من كريات اللحم والبهارات وصلصة البندورة (الطماطم).

ولكن يا له من اسم غريب! إنه في الواقع اسم يتعلق بأحد الباشوات اي أحد الزعماء في الإمبراطورية العثمانية، وهو داود "باشا" الذي كان حاكم لبنان عام 1860.هذا الباشا لم يكن محبوبا بسبب الضرائب الباهظة التي فرضها على الناس، كما اتهم بكونه تحت تأثير الإنجليز. مع ذلك ترك داود باشا بصماته من خلال اسمه الذي أطلق على طبقه المفضل.

هذا الأمر يذكرني يا للأسف بواقع معظم الشعوب العربية: فالعثمانيون حكموا المنطقة العربية أربعة قرون، تخللتها سنوات نهضة وسنوات فشل، كما كان للنهاية الدرامية للدولة العثمانية دور في تسهيل الاستعمار الأجنبي للبلاد العربية.

لكن رغم ان معظم الشعوب ناهضت الحكم الأجنبي في القرن العشرين لتستعيد حريتها،فقد انتهت في ركاب الحكم الوطني الجديد إلى فقدان كل حريتها، وخسارة كل مواردها. يقول أحد الكتاب الأفارقة: "لقد حررتنا الأنظمة الوطنية من الاستعمار، لكن يجب أن نتحرر منها الآن بعد أن جثمت على صدورنا عشرات السنين".

وقد وصل الأمر ببعض المجموعات المطالبة بعودة الاستعمار لمجرد الانتقام من بعض الأنظمة الوطنية البغيضة! هذه المجموعات تنسى او تتناسى ان الاستعمار بالدرجة الأولى ينهب خيرات الشعوب،ويسلبها إرادتها!

كيف ننسى ان البلاد المستعمرة تعيش في حالة عبودية؟ أليس من الأفضل المطالبة بأنظمة مختلفة تصون الحرية والديمقراطية؟ كثيرٌ من الناس في عصرنا، يسألون أنفسهم من أين جاوا وما مصيرهم، وكثير منهم تولد لديهم شعورٌ عميق بكرامة الإنسان وحقوق الإنسان وحريّة الإنسان وهدا ينعكس في رغبتم بالعيش في اوطان حرة والمطالبة بالعدل والسلام والعيش الكريم.

على أن مثل هذه الأسئلة نجدُ لها أجوبة مختلفة في مختلف الأديان.ففي الكتاب المقدس تعني الحرية ان الإنسان لا يرتبطُ بسيّد “يصنعه فيكون خاتمًا بين يديه بل ان الله في الكتاب المقدّس هو شخص حيّ يستطيع الإنسان أن يقيم معه “حوارًا”، أي أنّ الإنسان ليس "آلة" في يد القدير يتلاعب بها كما يشاء.كما ان المسيحيين يؤمنون"ان المسيح قد حررنا لنكون أحرارا، فاثبتوا إذا ولا تعودوا الى نير العبودية .... انكم ايها الإخوة قد دعيتم الى الحرية، على ان لا تجعلوا هذه الحرية سبيلا لإرضاء الجسد، بل عليكم ان يصير بالمحبة بعضكم عبيدا لبعض، لان تمام الشريعة كلها في هذه الوصية (احبب قريبك حبك لنفسك)" غلا 5: 1، 13 ـ 1

فاذا كان الله حررنا من العبودية كيف لنا ان نقبل بالعيش من دون حرية او نخضع لحكم ظالم وزائل؟

واليكم في الرابط ادناه وصفة سهلة و سريعة تتذكرون من خلال إعدادها طعم الحرية اللذيذ جدا، وأيضا تتذكرون من خلالها النضال ليس كحق فقط بل كواجب أيضا.