عشاق الله

مصقعة: نباتية غنية

تعود ممارسة التدبر أو التأمل الى آلاف السنين وكانت تهدف هذه الممارسات الى المساعدة في تعميق فهم قوى الحياة المقدسة والصوفية. ويمكن للتأمل خلق حالة عميقة من الاسترخاء والشعور بالطمأنينة. توجد أنواع عديدة من أساليب التأمل والتدبر وتتشارك جميعها في الهدف ذاته المتمثل في تحقيق السلام الداخلي.

ترتكز معظم الديانات والروحانيات على شكل من أشكال التأمل كقدوة للدخول الى تسبيح الخالق. فالكتاب المقدس يدعونا مثلا الى التعمق في ميزات الخالق ومسألة خلق الأكوان لما جاء في كتاب المزامير: «تأملت في كل عملك،‏ بصنائع يديك شغلت نفسي راغبا».‏ (مزمور 5: 143) ويقترن التدبر في معظم الأحيان بالصوم أو بنظام أكل خفيف مميز يسهل عملية ارتفاع العقل عن الجسد، فقد كان يقضي سيدنا عيسى المسيح، وهو يعتبر قدوة للصلاة والتدبر، وقتا طويلا في البرية منعزلا صائما: «وبَعدَ أن تَطَهَّرَ سَيِّدُنا عيسى بماءِ الأُردُنّ، غادَرَ (سلامُهُ علينا) مُنقادًا بِرُوحِ اللهِ الّتي أخَذَتْهُ إلى البَراري والقِفارِ حَيثُ أقامَ أربعينَ يَومًا تَعَرَّضَ خِلالِها لإغواءاتِ الشَّيطانِ. وكانَ عيسى (سلامُهُ علينا) يَصومُ لَيالي تِلكَ الأيّامِ ونَهارَها». (لوقا1:4)

يخبرنا العديد من الذين اختاروا الطريق الروحي أن أحد العوامل الرئيسية لنظام غذائي للتأمل هو أن نرفع اجسادنا عن الأطعمة اللذيذة ولكن السامة، وأن نصغي الى ما نحتاجه من الأطعمة المليئة بقوة الحياة، والتي تمنحنا الطاقة والفرح. تشمل هذه الفئة الفواكه الطازجة والخضروات والحبوب الكاملة، والزيوت الصحية، والاعشاب والمكسرات والبذور.

لهذا السبب اخترت مشاركتكم اليوم طبق المصقعة على الطريقة اللبنانية وهي وجبة نباتية صحية ولذيذة تعتمد بشكل أساسي على الباذنجان والبندورة والحمص وزيت الزيتون، وكلها مكونات طبيعية وصحية. واذ اخترتم صنعها، فاصنعوها ببطء وتقدير حب. وتأملوا بصفات الخالق وخلقه الكريم «ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب» (مزمور 34: 8)، الذي يفيض علينا بعطفه ويزودنا بالطاقة والقوة والسلام الداخلي.