ملوخية للذكرى
بعد 4 أغسطس، لي رجاء لبيروت أن تُخلق من جديد...وأن تنهض جديد، تماما كما خاطبها الشاعر نزار قباني في قصيدته «إكراما للإنسان» قائلا:
قومي من تحت الردم، كزهرة لوز في نيسان
قومي من حزنك… إن الثورة تولد من رحم الأحزان
قومي إكراماً للغابات… وللأنهار… وللوديان…
قومي إكراماً للإنسان…
أنا اطلب أيضا منها أن تقوم إكراما للذكريات التي رسمناها في أحضانها وطعم الحياة المكثف الذي ذقناه في شوارعها القديمة- الجديدة، بيروت الحرب والسلم، والموت والقيامة. كل ما قدمته مميز على مدار الأجيال من حضارة وثقافة، وفن وعلم، وضيافة وحتى من أكل وشرب…
في هذا السياق، اسمحوا لي أن أشارك ذكرى معلمة من معالم بيروت التي لا تبارح خاطري هذه الأيام. هذا المَعْلمة هي مطعم لو شيف" Le Chef. لقد كان مطعما صغيرا، لكنه كان فريدا من نوعه، ومشهورا ومحبوبا للغاية من طرف سكان بيروت لأنه كان يجذب الكثير من السكان المحليين والزوار المخلصين. تم إنشاء هذا المطعم الجميل منذ أكثر من 50 عامًا وتمكن من الاستمرار طوال سنوات الحرب، لكنه للأسف لم ينج من الانفجار الأخير فدمر دمارا شبه تام. كلما ذكرت بأسف هذا المطعم أذكر الكثير من الأكلات الأصيلة التي تناولناها فيه، منها هذه الملوخية التي لن أنسى أبدا طعمها. واليكم في الرابط أدناه وصفة رائعة لهذا الطبق اذا اخترتم صنعه وأحببتم طعمه، فكروا ببيروت الملكة الجميلة وتضرعوا لله طالبين منه أن تسكن المحبة قلوب حكامنا، وتنير الحكمة عيونهم فيعملوا على نشر الخير بأعمالهم فوق كل اعتبار من أجل تأمين حياة كريمة للإنسان، كما أرادها الله له، والاهتمام والحفاظ على الأرض وجميع مخلوقاتها.