عشاق الله

صيادية صور،طعم يمجد الخالق!

قمت أوائل هذا الخريف بزبارة سياحية لمدينة صور مع بعض الأصدقاء. وبالفعل كانت زيارة مميزة لمدينة بحرية مميزة غنية بالتاريخ والمحميات الطبيعية والمعالم السياحية المصنفة كتراث عالمي لليونسكو. لكن أبرز ما لفتني بتاريخ هذه المدينة التي شكلت محورا أساسيا لأقدم شعوب العالم وعرفت بأم المدن وسيدة البحار ومركز العالم التجاري لعدة قرون، هو انها شهدت على مجد الله من خلال سيدنا عيسى المسيح الذي غالبا ما تردد اليها كما هو مذكور بالكتاب المقدس، وعلم فيها وشفى ابنة المرأة الكنعانية (متى15: 21 –28 ومرقس 7: 24-30). 

خلال زيارتنا هذه تجولنا في ميناء صور المليء بزوارق صيادي السمك الملونة المتأرجحة فوق أمواج البحر المتوسط، ففي أواخر أيلول يتمتع لبنان برياح ناعمة ممتعة تلامس الوجه وترسم بسمة نقية على الوجوه تشبه نقاوة السماء. وتوقفنا في أحد المطاعم المطلة على الميناء وطلبنا الطبق اليومي: صيادية السمك وهي من تقاليد هذه المدينة، ويقوم الناس بإعداده باستخدام سمكة كاملة طازجة من المياه المالحة يكون قد اصطادها أحد صيادي السمك في الصباح الباكر. فهذه الأكلة معروفة أيضا برز الصياد، الذي يطلب البركة من ربه تعالى قبل كل رحلة صيد، كي تكون مثمرة وتمتلئ شبكتهم بلسماك تماما كما امتلأت عندما ظهر المسيح بكل مجده الى تلاميذه (يوحنا 21: 1-14) وامرهم «أَلقُوا الشَّبَكةَ إِلى يَمينِ السَّفينة تَجِدوا» فأَلقَوها، فإِذا هُم لا يَقدِرونَ على جَذبِها، لِما فيها مِن سَمَكٍ كَثي «بعد ان كانوا فقدوا الامل.»

وهكذا نحن ان فقدنا الأمل، دعونا نثق بمجد الله الذي انتصر على الموت بقيامته وحررنا بالفعل ذاته من عبودية الخطيئة وخوفنا البشري. ولتكن كل الأشياء لجميلة التي تعيشونها على هذه الأرض، كمثل رحلتي هذه الرائعة من مناظر وطقس وتاريخ ومشاركة الصدقاء وطبق شهي، فرصة لتسبيح الرب وتمجيد الخالق!

واليكم بالرابط ادناه وصفة شهية لصيادية السمك ان اخترتم صنعها شاركوها مع أصدقاءكم واطلبوا بركة الله .