عشاق الله

الخروف المحشي في وسط الإجتماعات العائلية

وصلتني دعوة لحضور حفل زفاف أحد أفراد الأسرة الكبيرة. وغالبا ما اؤكد حضوري لهذه الدعوات على الرغم من انها في معظم الأوقات ثقيلة ومشحونة بالعواطف والعتاب. فإلى جانب الوصفات الشهية، الاحتفالات، الموسيقى، الأزياء والمجوهرات، الأعراس مناسبة لمقابلة أفراد الأسرة، بعضهم نراه بانتظام وبعضهم قليلا، بعضهم نحب بعضهم نبغض.
 
  المضيفون يبذلون دائمًا جهدًا لاختيار أفضل مطعم أو إعداد أشهى الوصفات من أجل اكرام الضيوف. وصفتي المفضلة هي الخروف المحشي الذي يقدم تقليديًا في بلدي وأتشوق لتذوقه والاستمتاع بطعمه في معظم المناسبات والحفلات. سوف أشارككم في آخر هذا المقال وصفتي المفضلة للخاروف المحشي وهي روعة حقيقية غنية بالنكهات والروائح، وتذكرني بالمثل الذي قاله عيسى المسيح عن ابن رجل ثري طلب ميراثه قبل موت أبيه، ثم أهدر كل ذلك على الحياة الأنانية. في النهاية جاء إلى رشده وعاد إلى والده الذي رحب به وأمر الخدم بقتل العجل المسمن للفرح والاحتفال. (لوقا ١٥: ١١-٢٤)
 
نعم، الاجتماعات العائلية ليست بهذه البساطة، و وفي جميع مناطق العالم تكون مرهقة ومشحونة بالتوتر عندما نتوقع أن تكون سعيدة ومُرضية. ما الذي يسبب هذا عادة؟ اهو مقدار الحقد الذي نحمله في قلوبنا، تجاه بعض أفراد الأسرة، الذين أضروا بنا عن قصد أو غير قصد؟ تتعدد أسباب الصراعات داخل العائلات وبين أفراد الأسرة، وتتراوح من سوء تفاهم بسيط، إلى عنف وسوء المعاملة، مرورا بالغيرة، والكلمات المؤلمة ، وقلة التقدير أو الاحترام، ولانتقادات السلبية على خيارات اتخذناها. فكل هذه الانفعالات تتصارع داخلنا وتظهر خلال تلك التجمعات التي لا يتمتع بها الكثيرون. في المثل الذي أخبره عيسى المسيح، عندما عاد الابن لطلب مغفرة الأب، لم يكن الابن الأكبر الذي لم يهدر ماله سعيدًا بهذا، لكن الأب غفر له.
 
لقد علمنا سيدنا عيسى المسيح، في مناسبات عدة، كيف نتصرف تجاه من أساء الينا، وقد خاب أمله هو أيضًا من قبل من أحبهم. لكنه علمنا المغفرة، هذا الفعل العظيم الذي يحررنا ويحرر بالوقت نفسه الشخص المسيء الينا. لذلك بغض النظر عن مدى لذة الوصفات التي نجتمع حولها عند المناسبات العائلية، يجب ألا ننسى أبدًا الوصفة الأولى، وصفة الغفران. طريقة تحضيرها بسيطة لكنها تتطلب خطوات صعبة الاختيار:
 
الخطوة ١: التوقف عن عقد ضغائن
الخطوة ٢: ترك المرارة التي نتمسك بها
الخطوة ٣: أضف نعمة لأفكارنا اليومية
 
  المسامحة لا تعط الحق في القيام بذنب مرة أخرى، ولا تعط حقا باطلا، لكنها تحرر قلوبنا وتسمح بنسيم جديد في حياتنا مما يجعل الأمور أسهل وأخف وزناً. لذلك، عندما نأكل لحم الخروف المحشي، دعونا نستخدم ذلك كفرصة لنسامح الآخرين ونرحب بهم مرة أخرى. هذه هي وصفتي المفضلة. رجاء حاولوا فعلها…