عشاق الله

التبولة و طعم الحرية

التبولة، سلطتي المفضلة من دون منازع، هل سبق لك أن تذوقتها؟

تتمتع هذه السلطة الشرق الأوسطية بطعم غني لا ينسى حتى أنها انتشرت في البلدان الغربية، وحازت على شعبية كبيرة في معظم أنحاء العالم!
فإنها ليست فقط مصنوعة من الخضروات الطازجة واللذيذة، إنها ملونة وممتعة للعين أيضًا، وغنية جدا بالقيم الغذائية وبالفيتامينات، التي تجلبها الطماطم والبقدونس المفروم جيدًا والنعناع والبصل... والبرغل الذي يضيف الألياف والبروتينات.
اما صلصة الليمون وزيت الزيتون فتضيف الطعم والدهون الجيدة لكي تشكل التبولة طبق صحي كامل قليل الدهون والسعرات الحرارية.

التبولة، التي اكتسبت اسمها من متبلة أو التوابل هي جزء أساسي من المازة في العالم العربي كما أنها أيضًا إضافة رائعة إلى مائدة عشائك قرب اللحوم المشوية والأطباق الشهية بعد يوم طويل من الصوم.
يُعتقد أن وصفة التبولة أتت أولا من الجبال اللبنانية التي تشرف على وادي البقاع حيث يزرع القمح لصنع البرغل.

جبال لبنان... أنا أحب الجبال! هناك أشعر بالحرية، اذ انني أجد مساحة كافية لتمتد ذراعي، وأتنشق هواء نقيا وأشعر بدفء الشمس القريبة و كل هذا يملئ قلبي فرحا و يحررني من ضغط حياة المدينة المزدحمة. كما أنها تعطي لذهني مساحة وشجاعة للتأمل والتفكير ... فما هي الحرية؟ هل انها هذا الإحساس بالتحرر الخارجي الذي نختبره في بعض المواقف؟  أهي القدرة على التصرف والتفكير أو حتى الصراخ كما نود أيضًا؟ وأن نكون مستقلين ونقوم باختيار ما نريد؟
أم هي شعور داخلي؟ شعور بسلام عميق في القلب والعقل يحررنا من عبودية الملذات الزائلة التي يفرضها مجتمعنا؟

 غالبا ما قصد سيدنا عيسى المسيح الجبال للتأمل والصلاة، فالجبال كانت توفر له سلاما مناسبا للتواصل مع الله، فأعلن: « فَكَّ أسرِ المُقَيَّدينَ » (لوقا ٤:١٨)
« وإن حَرَّرتُكُم أنا بسُلطاني، تَكونونَ في الحَقيقةِ أحرارًا.» (يوحنا ٨:٣٦)
أتى ليحررنا من الخطيئة، الحقَّ أقُولُ لكُم: الإنسانُ عَبدٌ للخَطيئةِ الّتي يَرتكِبُها»
 (.يوحنا ٣٤: ٨) ويمكّننا من التغيير إلى الأفضل اذ اخترنا أن نثق به ونتبعه، فنتخل عن سيطرة الأفكار والمواقف الخاطئة ، وحتى إذا تعثر دربنا فسوف يساعدنا على العودة إلى المسار الصحيح.
وهو يساعدنا أيضا على العيش أحرارًا، نتخذ قراراتنا الخاصة، نفكر ونتساءل، نبدي اراء ونعبر عن موقف، ونجرؤ على التغير، وكل هذا ضمن احترام النفس والغير والقانون.
الحرية، كل الحرية في اختيارنا لقبول دعوة الله للسير معه، ورغم ان هذه الطريق قد تكون صعبة وشاقة مثل طريق الجبل، لكن لا شيء يوازي شعور اكتساب حرية المسيح والعيش معه بفرح.
ففي المثابرة حرية
وفي المحبة حرية
وفي المسامحة حرية
واليكم في الرابط أدناه وصفة التبولة اللبنانية فإن أحببتم صنعها ومشاركتها مع عائلتكم وأصدقائكم، تلذذوا بطعمها المنعش الذي يحمل طعم النسمات الحرة على أعالي الجبال!
 

https://www.youtube.com/watch?v=BfdWtZJZQJQ