عشاق الله

هل نسخ القرآن الإنجيل والتوراة؟

  هل نسخ القرآن الإنجيل والتوراة؟

{ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها} (سورة البقرة 106)
لقد شاع بين المسلمين رأي بأن القرآن نسخ الكتاب المقدس أي أبطله، كما نسخ الإنجيل التوراة من قبل فهؤلاء القوم يقولون بنسخ كتاب بكتاب ودين بدين وشريعة بشريعة.
هذا الزعم لا أساس له في الإنجيل، ولا أساس له في القرآن.
في الإنجيل يقول سيدنا عيسى المسيح صراحة في إعلان شريعته على الجيل {لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء، ما جئت لأنقض بل لأكمل، الحق أقول لكم، إنه إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول من الشريعة باء ولا نقطة حرف حتى يتم الكل} (متى 5: 17).
وقد فسر أحد حواري سيدنا المسيح الرسول بولس (رومية 2: 14 – 16) معنى هذا التكميل: فالعقيدة واحدة والشريعة الخالدة واحدة قد طبعها الله في طبيعتنا قبل أن ينزلها على النبي موسى في الألواح (رومية 2: 14).
فالوثنيون الذين بلا شريعة، إذا عملوا بحسب الطبيعة ما تأمر به الشريعة، كانوا شريعة لأنفسهم، هم الذين لا شريعة لهم، فيدلون على أن ما تأمر به الشريعة من الأعمال مكتوب في قلوبهم، وتشهد لهم ضمائرهم وأفكارهم، فهي تارة تشكوهم وتارة تدافع عنهم (رومية 2: 14 – 16).
ولكن هناك بعض الأحكام الثانوية المرتبطة بزمان ومكان فهي عرضة للتحول والتطور والتكميل ليس من قبل المشترع الإلهي بل ما يقضي رقي البشرية وخاصتها على مدى العصور. وليس هذا من النسخ في شيء.
القرآن الكريم يجهل قضية نسخ دين بدين.

ينكر أولاً نسخ عقيدة التوراة والإنجيل.
فالقرآن يعلم أن عقيدة الكتاب والقرآن الجوهرية أي التوحيد هي واحدة فكيف ينسخها؟ كل أنبياء الله قد دعوا إلى التوحيد، {وما أرسلنا من قبلك رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون} (سورة الأنبياء 25). والمسلمون يؤمنون بالكتاب كله (سورة العنكبوت 46) فكيف ينقض الوحي بعضه بعضاً ويعلن مراراً أنه لا يفرق بين أحد من رسل الله ونحن له مسلمون (سورة البقرة 136 و285، سورة آل عمران 84، سورة النساء 163).
ينكر القرآن ثانياً نسخ شريعة الإنجيل والتوراة.
قالوا لم ينسخ القرآن عقيدة الكتاب بل شريعته كلا‍‍‍‍‍‍! بل نقل للعرب حسب رأيه شريعة الكتاب (سورة الشورى 13) فكيف يبطلها، لقد شرع لجميع الأنبياء شريعة واحدة وأمرهم أن يقيموها ويعملوا بها ولا يتفرقوا فيها، فكيف يمكن الزعم أن القرآن ينقض شريعة من تقدمه..؟

ليس في تعليم القرآن نسخ شريعة بشريعة، بل كما فسر الزمخشري والبيضاوي (سورة الشورى 13، وسورة المائدة 15، وسورة الأنعام 90).

يعلن وحدة الأصل في الدين والشريعة، مع الاستقلال والاختلاف في فروع الشرع وهذا الاختلاف في الفروع الشرعية لا ينقض وحدة الأصول فيها وكم بالأحرى وحدة التوحيد.
------------------------