عشاق الله

الهوية

في الأحداث الرياضية الكبرى، نحب أن نشجع بلدنا أو أي بلد عربي آخر. هذا جزء أساسي من هويتنا. مثل أن تكون ذكرا أو أنثى. ولكن ما الذي يصنع هويتنا؟ هل هي العائلة التي ولدنا فيها؟ هل هي طريقة تربيتنا؟ أم أنه شيء في تركيبتنا؟

في الغرب، سيأخذ الطفل المتبنى اسم عائلته بالتبني، ويأتي الميراث من والديه بالتبني وليس من والديه البيولوجيين. يرى الغرب أن الطفل الي يتم استبدال عائلته البيولوجية بعائلته بالتبني: أن آباءهم بالتبني هم أكثر بكثير من مجرد أوصياء.

هذا يمكن أن يؤدي إلى مشاعر غريبة وصعبة طوال حياتهم. أسئلة "من أنا؟" "أين عائلتي الحقيقية؟" "هل أنتمي؟" يربون أنفسهم حتى كشخص بالغ.

لكن هذه الأسئلة وما شابهها يمكن أن تأتي إلينا سواء تم تبنينا أم لا. يمكن أن نصبح مضغوطين في محاولة للتأقلم مع مجتمعنا أو عائلتنا عندما نشعر داخليا بطريقة ما أننا لا نتلائم معهم. أو إذا كنا متزوجين، فقد يكون ذلك ضغطا من ناحية عائلة الزوج أو الزوجة.

الآن كأتباع للمسيح نسير بالفعل في خطواته، قد نشعر أن هذا يعزلنا عن عائلتنا أو أصدقائنا كما لو كنا عائلة بالتبني. لكن النهج العربي للتبني يختلف عن النهج الغربي: ينظر إلى الأسرة المتبنية جنبا إلى جنب مع الأسرة البيولوجية بدلا من استبدالها.

في العالم العربي، للأطفال المتبنين أسماء عائلتهم البيولوجية خاصة بهم ولا يغيرون أسماءهم لتتناسب مع أسرهم بالتبني. يرث الأطفال المتبنون من والديهم البيولوجيين بدلا من والديهم بالتبني. لا يعتبر أفراد الأسرة المتبناة أقارب دم للطفل عندما يبلغون سن الرشد، وبالتالي لا يكونون ك محِّرم له أو لها. أفمن المقبول أن يصبح أفراد الأسرة بالتبني أزواج محتملين.

بالنظر إلى أن علاقتنا بالله كأتباع للمسيح هي علاقة تبني وأن المسيح علمنا أن نصلي إلى الله كأبينا، فماذا يعني هذا بالنسبة لنا كأتباع للمسيح؟ كيف يؤثر هذا على تصورنا لهويتنا؟

على مستوى واحد لا يغير شيئا. مظهرنا البيولوجي لا يتغير. ما زلنا ما نحن عليه، ما زلنا جزءا من نفس العائلة والقبيلة والمجتمع. ولكن هناك شيء أعمق، لقد تغير ميراثنا الروحي. ندرك بطريقة غامضة أن الله هو أبونا الروحي. هذا شيء غير مفهوم، لكنه صحيح. وهذه الهوية تعطينا قيمة هائلة في عينيه. إنه يحبنا كما يحب الأب ابنا أو ابنة. وهذا هو ما نحن عليه - ابن أو ابنة للإله الواحد الحقيقي.