هل تخلى الله عنا؟
كأشخاص مؤمنين كيف ينبغي أن نستجيب لإيمان شخص آخر قادته تجارب الحياة إلى أن يسأل هذا السؤال "هل تخلى الله عنا؟" لم تكن الحياة سهلة لبعض الناس في مصر ولبنان أو حتى بالفعل في أجزاء من العالم الناطق باللغة العربية. لكنني مؤخرًا كنت أتحدث لصديق لي كان قد عمل في أوكرانيا وله خبرة في البلاد الناطقة بالعربية وسألته كيف يرى الحرب في أوكرانيا؟
وكانت إجابته واضحة: "أنا لا أصدر الأحكام عمن هو مسئول عن هذه الحرب، لأنه وفي نهاية اليوم معاناة الإنسان واحدة بغض النظر عن مسئولية من تسبب في ظروفه.
"فطالما أننا نشعر بالحربة وقادرين أن نعيش حياتنا بدون خوف في أي لحظة من الانفجار، إظلاق النيران أو التجويع وهكذا. فإن – كما أعتقد – من السهل نسبيًا أن نصدق أن الله يعمل لمصلحتنا. أنا لا أرى الله كشخص يعاملني كعبد أو كخادم ينبغي أن يعاقبه إذا تعدى حدوده؛ أن أرى الله كصديق؛ كخالق خلقني ليكون في علاقة معي ليس في هذه الحياة فقط بل للأبد."
ببساطة فإن الاعتقاد أن الله يمكن أن يتخلى عني لا يناسب طريقة رؤيتي لله. أنا نفسي تم اختطافي وكان عليّ الهروب من البلد تحت تهديد السلاح أثناء الليل. لذلك فليس غريبًا عليّ أن تجربتي قد تكون السبب في السؤال عن أين الله في كل هذا."
واستمر صديقي يخبرني عن سيدة قابلها في عام 1994 في كييف. كانت تتبع المسيا لكن كان لها ابنة عمرها 9 سنوات في ذلك الوقت، وكانت قد عانت من سرطان الدم كنتيجة لما حدث في تشيرنوبل عام 1986. وكانت الأم في شدة الإحباط بشأن العثور على علاج لابنتها. قال: "أنا وأصدقائي فعلنا كل ما بوسعنا لنساعدها ويعدني أن أقول أن هذه الأم تعيش الآن بسعادة في بريسبان في استراليا، بينما ابنتها شفيت تمامًا وتعيش في لندن. خلال كل هذه التجارب لم تفقد الأم إيمانها في محبة الله لها ولابنتها."
على مر السنين كرس صديقي الكثير من وقته محاولا مساعدة أوكرانيا أن تتطور كبلد: "ما يحزنني كثيرا أن أرى الكثير من الناس الذين أعرفهم أو الذين عملت معهم كان عليهم أن يهربوا ويتركوا موطنهم. لكن لدينا مجموعة من اللاجئين الاوكرانيين الذين يعيشون بالقرب منّا، الذين استطاعوا الثبات بقوة في إيمانهم بأن الله صديقهم والذي برغم كل شيء سيعمل ما هو صواب دائمًا – لكن بطريقته وفي وقته."
يالنسبة لنا جميعًا فيمكن اختزال القضية هكذا: إن كان الله بحق هو ما نؤمن أنه يكون، إذًا فهو لا يُعرَّف بتجاربنا في الحياة، سواء كانت جيدة أم سيئة. على الرغم من عدم شكنا في هشاشة الحياة، فالله يبقى أمينًا ويمكننا أن ننعم بالسلام خلال حياة تملأها العواصف بسبب ذلك.