المسيح يكرم أولئك الذين لا يعتبرهم العالم شرفاء
العم عبد العزيز
أجلس هنا وأتساءل ماذا أكتب. أشاهد الأخبار في إسرائيل وغزة. أرى الناس يموتون: إسرائيليين وفلسطينيين. أرى الدمار. أرى أن غزة تحت الحصار والناس بلا طعام أو ماء أو كهرباء. هناك دمار في كل مكان.
هناك توترات تاريخية من جميع الجهات. والأشخاص الذين يتأذون من جميع الجهات هم رجال ونساء وأطفال بريئون. المشكلة تكمن في عدم قدرة الإنسان على الغفران. هل من الممكن وقف هذا الدور؟ ربما، ربما لا. ولكن كيف نصل إلى هناك من حيث نحن الآن؟ الغفران غالبًا ما يتطلب منا أن نرى أنفسنا في الخزي بدلاً من الشرف. هذا مسارٌ صعب. قال المسيح لنا: "لا تحكموا، فلا تحكموا عليكم. لا تدينوا، فلا تدينوا عليكم. اغفروا، فتغفروا لكم." إذا اتبعنا المسيح، فعلينا أن نتبع أمره بالغفران مهما كان الأمر صعبًا ومهما شعرنا بالخزي أثناء القيام بذلك.
هذا هو الموسم الذي نفكر فيه في الشرف. في معظم الأحيان، الشرف والخزي لا يؤثران في الأمور الكبيرة في الحياة وإنما في الأمور الصغيرة. كان لدي أصدقاء في الشرق الأوسط وقعوا في حب بعضهم البعض ولكن الفتاة كانت أكبر سنًا من الشاب. لم يقموا بأي شيء خاطئ. عائلاتهم شعروا بالخزي ولم يسمحوا لهم بالزواج. قاموا بتكريم رغبات أهلهم ولم يتزوجوا. مرت سنوات وفي النهاية قرر أهلهم أنه من الأكثر شرفًا السماح لهم بالزواج. الآن أصدقائي متزوجون بسعادة ولديهم أطفال.
قبل بضع سنوات كنت أتحدث مع فتاة صغيرة في الجامعة في بلد آخر في الشرق الأوسط. كانت تعاني لأن والدها كان غاضبًا من جميع أفراد الأسرة بسبب شيء قام به شقيقها. كان يغضب لدرجة أنها كانت تختبئ في خزانتها أحيانًا. لم تكن تعرف ماذا تفعل. ولكن كانت كلمات المسيح في القصص التي رواها تساعدها كثيرًا. لم تستطع قراءة تلك القصص ولكنها كانت تستطيع الاستماع إليها بشكل خاص عبر سماعات الرأس الخاصة بها.
إحدى تلك القصص كانت عن رجل كان يعد مأدبة كبيرة وقد دعا العديد من الضيوف. كانوا جميعهم أشخاصًا مشهورين في منطقته. عندما كانت المأدبة جاهزة، أرسل خادمه ليخبرهم: "تعالوا الآن لأن كل شيء جاهز." لكن الضيوف أخجلوا الضيف بالعديد من الأعذار. "عندي عمل يجب أن أنجزه الآن" و"لقد اشتريت هذا ويجب أن أتحقق من أنه يعمل" وآخر "لقد تزوجت للتو ولا يمكنني المجيء."
كما يمكنكم تخيل، الخزي الذي أصاب الضيف جعله غاضبًا، فقال لخادمه: "اخرج بسرعة إلى شوارع المدينة والزقاقات واجلب الفقراء والمعوقين والعميان والعرجاء." حتى آنذاك لا يزال هناك مساحة في الوليمة، لذا أرسل خادمه مرة أخرى إلى خارج المدينة لجلب المزيد إلى وليمته حتى يمتلئ منزله.
القصة التي رواها المسيح كانت لتظهير كيف يكرم الله في كثير من الأحيان أولئك الذين لا يعتبرهم العالم شرفاء. كان يظهر في قصة كيف تعمل الشرف والخزي بشكل مختلف في مملكة الله.
هذه القصة يمكن العثور عليها في إنجيل متى 1:22-14.