من أنا؟
من أنا؟ يبدو سؤالًا بسيطًا، ومن السهل الإجابة عنه في حياتنا اليومية، لكن من أنا بمعنى أبدي؟ عندما كنت شابًا لم أفكّر كثيرًا في هذا الأمر. كانت لديّ إجابات، لكنها كانت بسيطة ولا تشبع المعنى الآن. ومع التقدّم في العمر، بتّ أفكّر في هذا السؤال أكثر وأكثر.
منذ عام، توفّي صديق مقرّب لي من مصر بشكل مفاجئ. كان أصغر منّي سنًّا، وكانت صدمة كبيرة لي. أفتقده كثيرًا.
قد أعدّ الكثير من البرامج التلفزيونية في مصر. قبل 30 عامًا أخرج فيلمًا بعنوان ”ضالاً فوجد”. كان الفيلم عن ابنين، كلاهما كان بطريقة أو بأخرى ضائعًا عن أبيه. أحدهما طالب بميراثه قبل وفاة والده، ثم ذهب وأضاعه كلّه في أرضٍ غريبة، فأساء إلى شرف أبيه وكان عارًا على قريته. أما الابن الآخر فكان ينتظر موت والده ليأخذ ميراثه. كان بارًّا بنفسه، متكبّرًا، وبعيدًا عن محبة أبيه. وكان يحبّ أن يُظهر نفسه لأهل القرية.
الفيلم هو **تشبيه عن علاقة الإنسان بالله**. ما هي هويتنا الحقيقية عندما نفكّر في الله؟ هل نحن الابن الذي يفعل ما يشاء ويُبدّد كل ما أُعطي له؟ هل نحن الابن الذي ينتظر شيئًا في المستقبل، لكنه غير قادر على التمتّع بمحبة الله الحميمة الآن؟
منتجو فيلم ”ضالاً فوجد” يعملون الآن على إصدار نسخة جديدة بجودة أفضل. وقيل لي إنها ستكون جاهزة خلال شهرين أو ثلاثة. إنه فيلم صادِم.

بداية علينا أن نطرح السؤال: ما هو "السلام"؟ في نظر معظم الناس، انتهت الحرب العالمية الأولى في عام...