قوة صنع السلام
«هَنِيئًا لِمَنْ يَصْنَعُونَ السَّلَامَ، لِأَنَّهُمْ يُدْعَوْنَ أَبْنَاءَ اللهِ.» (متى ٩:٥)
بداية علينا أن نطرح السؤال: ما هو "السلام"؟ في نظر معظم الناس، انتهت الحرب العالمية الأولى في عام 1918، لكن الأعمال العدائية من نوع أو آخر استمرت بشكل متقطع لعدة سنوات بعد ذلك. لذا فإن السلام يعني أكثر بكثير من مجرد الغياب الرسمي للحرب. في الواقع، الأمر أكثر بكثير من مجرد غياب الأعمال العدائية وحتى المناوشات.
إن غياب القتال، أو العداوة عمومًا، لا يشكل سلامًا بالمعنى الذي قصده يسوع. ويترتب على ذلك أن كونك صانعًا للسلام يجب أن يعني أكثر بكثير من مجرد كونك شخصًا يسهل أو يتسبب في غياب الأعمال العدائية
نعمل معًا من أجل الصالح العام
في غياب الأعمال العدائية، لا يمكن أن يكون هناك سلام حقيقي إلا إذا قبل الأعداء السابقون بعضهم البعض واعترفوا بأن سلامهم الفردي يعتمد على العمل معًا من أجل الصالح العام، لصالح السلام المشترك. إذا كنت صانع سلام حقيقي، فيجب أن يكون هذا هو هدفك. إنه ليس شيئًا سيحدث لمجرد أنك تجلس وتقول لنفسك أنك تعمل من أجل السلام بسبب عدم مشاركتك بنشاط في الصراع.
إن صانع السلام الحقيقي سوف ينخرط مع الفصائل المختلفة، ويعمل ليس فقط من أجل تحقيق مصالحة مترددة، بل علاوة على ذلك من أجل القبول السعيد للمسؤولية عن الحفاظ على السلام من أجل خير الجميع.
إن صنع السلام هو عمل مرهق - أعرف هذا من خلال مشاركتي المهنية في حالات حل النزاعات - وقوة الله هي التي تؤهلنا للقيام بذلك، مع كل النكسات والإحباطات التي سنواجهها على طول الطريق. لذلك، في موسم القوة هذا، دعونا نكون صانعي سلام حقيقيين، حتى تظهر قوة الله ليس فقط في حياتنا، بل أيضًا في حياة كل من نلتقي به.
| صنع السلام هو تحويل عملي للصراع يركز على إقامة علاقات قوة عادلة قوية بما يكفي لمنع الصراع في المستقبل، بما في ذلك في كثير من الأحيان إنشاء وسائل للاتفاق على القرارات الأخلاقية داخل المجتمع، أو بين الأطراف، التي سبق لها أن انخرطت في أعمال عنف تجاه بعضها البعض. تسعى عملية صنع السلام إلى تحقيق المصالحة الكاملة بين الخصوم والتفاهم المتبادل الجديد بين الأطراف وأصحاب المصلحة. |