عشاق الله

الخَلْق… عندما نشعر بالرغبة في البكاء

أحب هذا العالم الذي خلقه الله تعالى بشعور أبوي نحو البشر. أحب البحر بشكل خاص. وأعتقد أن الله يحبه أيضا لأن أكثر من ثلثي الأرض يغطيها البحر. من الأشياء المدهشة التي أقوم بها هي الاستلقاء على ظهري وأنا في عرض البحر في ليلة صافية ثم التأمل في السماء. هناك لا ترى ما من ضوء آخر حولك سوى الضوء الصادر ليس فقط عن الكواكب والقمر، ليس فقط عن بضعة نجوم بل ملايين ملايين النجوم... أو ما نسميه درب التبانة. الله تعالى خلق كل ذلك!

أتقزز مما صنعناه بهذا العالم. نحن الذين خلَقَنا الله على صورته فعلنا أشياء فظيعة بهذا العالم. عندما أسافر في البحر أرى اكوام النفايات تعوم على وجه أجمل البحور. في الأخبار العالمية أسمع عن الحروب المدمرة في اليمن وسوريا وليبيا. ماذا فعلنا بهذه الأمانة التي هي العالم؟ 

الأنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي تعج بأخبار النيران التي اندلعت بغابات الامازون ولا أحد يبدي اهتماما بمعالجة الأمر. نفس الشيء يمكن قوله عن ذوبان الجليد في المناطق القطبية. ورغم أن طالبة سويدية تبلغ من العمر ١٥عامًا، واسمها غريتا ثونبرج، تقوم بتوعية الشباب والمطالبة بالتحرك من أجل انقاذ كوكبنا، إلا أننا نرى الكثيرين من الناس ينتقدونها ويهاجمونها نتيجة لذلك. لماذا لا نولي اهتماما بهذا العالم؟

أحيانا الطبيعة نفسها تثور. فها هو إعصار دوريان أقوى إعصار في المحيط الأطلسي يضرب البهاماس، وهو الآن يعصف بالجزر المجاورة. فهل يا ترى تخلى الله عن خليقته الجميلة؟

ثمة أيام أشعر فيها بالاكتئاب، فأميل إلى قراءة نوع من الأدب يسمى الرثاء. إنه "تعبير عاطفي عن التوجع والإشفاق ". وهو يمثل أكثر من نصف مزامير داود. 

 

المزمور الثّاني والعشرون

لِكبير المُنشدين. دُعاءُ الفجر. مزمورٌ للنّبيّ داود

١ إلهي، إلهي لِماذا تَرَكتَني

   لِمَ لَمْ تُسارِعْ إلى نَجدَتي؟

   لِمَ لمْ تَسمَعْ أَنيني؟

٢ نَهارًا أَدعوكَ فَلا تَستَجيبُ،

   ولَيلاً!

   فَلا يَغمُضُ لي جَفنٌ

٣ مع أنّكَ القُدُّوسُ على عَرشِكَ،

   وفي المَدائِحِ الّتي يُجزِلُها لكَ بَنو يَعقوبَ

   لا تَغيبُ

٤ عليكَ تَوَكَّلَ آباؤُنا الأَوَّلونَ،

   وفازُوا بِالنَّجاةِ

٥ استَغاثُوا بِكَ فَنَجَّيتَهُم،

   وعليكَ تَوَكَّلوا، فَلَم يَخِيبوا

٦ أنا دودةُ الأرضِ، لا إنسانٌ،

   تَحاماني الأنامُ كُلُّهُم؛

   وأفـْرَدتَني النّاسُ

٧ يَستَهزِئُ بي كُلُّ مَن يَراني

   فَيَهُزُّ رَأسَهُ تَنَدُّرًا،

   ويُزَرِّرُ بِعَينيْهِ والحاجِبَيْنِ

٨ لَقَد تَوَكَّلَ على اللهِ!

   لَعَلَّهُ يُنَجّيهِ

   ويُنقذُهُ ما دامَ يَرضَى عَنهُ

وكذلك بما يتعلق بخليقة الله، فإننا نحبها ونرثى لها في وقت واحد.

سيقول لك البعض أن السير على خطى المسيح هو أفضل درب على الاطلاق. وأنا أتبع المسيح منذ ما يقارب ال 50 عامًا. هناك أوقات تكون فيها هذه الطريق الأفضل والأجمل على الاطلاق. وهناك أوقات رثاء. ولكن بغض النظر عن المعاصي   ، ما زلت أتبعه.


ID 70347955 © Vladyslav Danilin | Dreamstime.com