عشاق الله

هل أنا عاجز في عالم اليوم؟

تأتي علي أوقات أشعر فيها بالرغبة في البكاء. أوقات أشعر فيها أني مقذوف بي من جميع الاتجاهات وغير قادر على اتخاذ أي قرار. لكنني لست لاجئًا سوريًا أو يمنيًا متورطا في حرب لا يد لي فيها ... أنا رجل عادي، أب لطفلين وجد لحفيدين، مع ذلك أشعر غالبًا أنني لا أمتلك أية قدرة للتحكم في حياتي.

أحيانا ترهقنا الأشياء التي يتعين علينا القيام بها. قد يتعلق الأمر بأم شابة تحاول رعاية أطفالها والاهتمام ببيتها والحفاظ على وظيفة لها خارج البيت في نفس الوقت... قد يتعلق الأمر برجل لا تسير أشغاله على ما يرام ويشك في قدرته على توفير الضروريات لأسرته... وقد يتعلق الأمر بشخص مسن يعاني متاعب صحية... ما من شخص اليوم إلا ويحس بدرجة ما من الإجهاد والعجز في عالم اليوم.
لكن هنالك ليلة ما نسعى دائما فيها إلى امتلاك القدرة، ونأمل فيها قبول دعاءنا والفوز برحمة من الله واسعة. فقد سعى البشر على مر العصور في ليالي كثيرة إلى مغفرة الله والحصول على قوة من لدنه تعالى ليعيشوا حياتهم كما ينبغي. لهذا السبب قال السيد المسيح:
«يا أحبابي، ها أنا أُحَدِّثُكُم بكُلِّ هذِهِ الأُمورِ وأنا ما زِلتُ مَعَكُم مُقيمًا في هذِهِ الدُّنيا، وعِندَما أُغادِرُكُم، يُرسِلُ اللهُ الأبُ الرَّحمنُ لكُم المُعينَ الّذي يُعَلِّمُكُم باسمي، وهذا المُعينُ هو رُوحُ اللهِ الّتي ستُعَلِّمُكُم كُلَّ شَيءٍ وتَهديكُم وتُذَكِّرُكُم بِكُلِّ ما قُلتُهُ لكُم. سأترُكُكُم وقد وَهَبتُكُم: السَّلامَ والطُّمأنينَةَ، وما هي بالطُّمأنينَةِ المُزَيَّفةِ الّتي يَعرِفُها أهلُ الدُّنيا، بل إنّها الطُّمأنينةُ الّتي تَصدُرُ عنّي. فلا تَضطَرِبَنَّ أفئدتُكُم ولا تَرتَعِدْ. وإنِّي لمُذَكِّرُكُم: إنِّي راحِلٌ عَنكُم وسأعُودُ إليكُم ثانيةً، فكونوا مَسرُورينَ بذلِكَ مِن أجلي إن كُنتُم تُحِبُّونَني حَقّا. إنّي عائدٌ إلى اللهِ الأبِ الرَّحمنِ، وهو أعظَمُ مِنّي.» (يوحنا  ١٤: ٢٥-٢٨)

حدثني بعض الأصدقاء عن الروح القدس

قبل أكثر من ٤٠ عامًا، قررت اتباع السيد المسيح، لكنني وجدت نفسي آنذاك أيضا عاجزا في نفس الوقت عن التغير. ظللت نفس الشخص في الداخل بكل ما يعنيه ذلك من تمركز حول النفس. حدثني بعض الأصدقاء عن الروح القدس. وكنت سمعت قليلاً عنه قيل ذلك لكن لم أفهم شيئا حقًا. ما أخبروني به هو أن الروح القدس كان يريد المجيء والسكن بداخلي، ليس بمعنى أن يتحكم في حياتي، ولكن بمعنى أن يحررني من بعض صراعاتي ويجعلني أتواصل مع الله بيسر. لذلك قاموا بالصلاة معي ولأجلي لكي يأتي الروح القدس ويملأني. فكان أن استجاب الله وهبط علي فجأة سلام عميق وشعور بالفرح غير مسبوق لدي من قبل. وعندما انبريت للصلاة بعد ذلك، وجدتني أستخدم لغة مختلفة، لغة ليست دنيوية بل لغة سماوية شعرت من خلالها في تواصل مباشر مع الله.
«وبَعدَ ذلِكَ، في يومِ عِيدِ الخَمسينَ وبَينَما كانَ أتباعُ سَيِّدِنا عيسى (سلامُهُ علينا) مُجتَمِعينَ في بَيتٍ في القُدسِ،إذا بصَوتٍ هادِرٍ يأتي مِن السَّماءِ كأنّهُ الرِّيحُ العاصِفُ يَملأُ أرجاءَ المَكانِ الّذي كانوا مُجتَمِعينَ فيهِ،ورافَقَ الصَّوتَ ما يُشبِهُ ألسِنَةً مِنَ النّارِ تَفَرّقَت واستقَرَّت على رأسِ كُلِّ المُجتَمِعينَالّذينَ حَظوا جَميعًا بَعدَئذٍ بفَيضٍ مِن رُوحِ اللهِ، فانطَلَقَت ألسِنتُهُم بِلُغاتٍ مُختَلِفةٍ عن لُغتِهِم، وذلِكَ حَسَبَ إمداداتِ رُوحِ الله وقيادَتِهِ لهُم.» (أعمال الرسل ٢: ١-٤)
>تتحدث القصة المذكورة في أعمال الرسل عن المرة الأولى التي ملأ فيها الروح القدس الناس ومنحهم الآيات والقدرات لمساعدتهم على عيش حياتهم وتكريسها له، ثم عبر العصور بعد ذلك اكتشفوا مرارا كيف أن الله مكنهم من أن يعيشوا حياتهم من أجله.
لا يعني ذلك أنني أعيش قمة الفرح في كل لحظة من لحظات حياتي وأنني ناجح دائما في كل نواحي حياتي. هناك أوقات أبكي فيها، وأوقات أشعر فيها بالتوتر، لكنني طوال الوقت أشعر أن الروح القدس مقيم في مكان في عمق أعماقي مؤيدا لي بقوته كي أظل أعيش حياتي لأجله.
إذا كنت ترغب في التحدث مع شخص ما حول هذا المقال أرسل رسالة إلي عبر: [email protected] وسنحاول التواصل معك.