عشاق الله

هل أنا حر الاختيار؟

أتذكر حماي الطبيب عندما كتب وصفة الدواء لمريض في المملكة العربية السعودية، وقال له «عليك أن تأخذ الدواء ثلاث مرات في اليوم». فأجاب المريض ، «نعم ... إن شاء الله». فقال له حماي « لا ليس كذلك، يجب أن تأخذ الدواء ثلاث مرات في اليوم». عندما استخدم عبارة «إنشاء الله» هل أعني أنني متلتزم إلا في حال حدوث مكروه؟
فكرة أن الله يسيطر على كل شيء تؤثر على جزء كبير من حياتنا ... إذا تأخرت عن موعد الاجتماع، لا بد أنها مشيئة الله. إذا نسيت شراء شيء ما، لا بد أنها مشيئة الله. إذا تعطل جهاز الكمبيوتر، لا بد أنها مشيئة الله. إذا تمكنت من بيع بضاعة بسعر جيد، لا بد أنها مشيئة الله.
لذلك إذا كنا ننتمي للتيار الجبري فإننا نعزو كل أمر إلى مشيئة الله مما يجعلنا شبيهين بكراكيز يحركها الله ولا تمتلك ذرة إرادة.
"مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ" (سورة 57 ، آيات 22)
أما إذا كنا ننتمي للتيار القدري، فلن نشرح السورة بنفس طريقة التيار الجبري. سنقول أننا نمتلك كبشر إرادة حرة. وأننا مسؤولون أمام الله عن أفعالنا. وهو نفس المعنى الذي ما عبر عنه السيد المسيح خلال حياته على الأرض.
يا أهلَ القُدسِ، يا أهلَ القُدسِ، يا قاتِلي الأنبياءِ وراجِمي الّذينَ كانوا إليكُم مُرسَلينَ! كَم مَرةً أرَدتُ أن أضُمَّ جَميعَ بَنيكِ يا قُدسُ كَما تَضُمُّ الدَّجاجةُ فِراخَها تَحتَ جَناحَيها، لكنّكُم لذلِكَ رافِضونَ.(لوقا 13:34)

فعندما بكى السيد المسيح أهل القدس ، فعل ذلك لأنه كان يأمل أن يفعل الناس الصواب

فعندما بكى السيد المسيح أهل القدس ، فعل ذلك لأنه كان يأمل أن يفعل الناس الصواب بدلاً من أن السقوط في الخطأ وكان يود أنم يكون كالدجاجة التي ترعى فراخها. لكن لو كان الله راغبا في التحكم في مسار أفعال أهل القدس لكان جعلهم يفعلون الصواب فقط. لكنه منحهم الإرادة الحرة.
ماذا يعني اعتقادنا أن الله قد كتب في لوحه كل ما سيحدث في العالم، ما معنى ذلك بالضبط؟ لا يعني ذلك في الواقع أننا عندما نفعل الشر أو الخير، فإن الله يجبرنا على فعل الخير أو الشر، لكن معنى ذلك أنه يعلم حقا ما إذا كنا سنفعل الخير أو الشر. إن له العلم المسبق بدلا من القضاء المحتوم.
لا أعرف بخصوص الآخرين، لكني شخصيا كثيراً ما أفعل الشر بدلاً من الخير. وهذا أيضًا ما اكتشفه أتباع السيد المسيح عبر العصور!
فنَحن نَجهَلُ حَقيقَةَ أنفُسِنا ، حَتّى لو كانَت غَيتُنا فِعلَ الخَيرِ ، إلا أنّنا ، بَدلاً مِن ذلِكَ ، نَفعَلُ ما ما نُبغِضُهُ.ُونَحن نُبغِضُ السُّوءَ ، مَحَف أننا لا نَفعَلُ السَّيِّئاتِ طَوعًا ، بلِمَكِ ، نَهَكِ ، نَسَكَ ، نَثَ الذي نريده، ونفعل الشر الذي لا نريده.فنحن في الحقيقة، لا نقصد فعل السيئات، بل الشر الكامن فينا هو الذي يأمرنا فنفعلها كرها. (رومية 8: 15-20)
لهذا السبب يدعونا السيد المسيح إلى السير وراءه وعلى خطاه. فأفعال المسيح كانت كلها صوابا لأنه بلا معصية أو إثم. وفي سيرنا وراءه وعلى خطاه نجاهد ضد الشر، سواء الشر الموجود بداخلنا أو الشر الموجود في العالم. والأمر هنا لا يشبه حربا بالمعنى المتعارف عليه. فنحن نفعل الخير حتى نتغلب على الشر.
هل أنا حر الإرادة؟
نعم ، أنا حر، ولهذا السبب اخترت السير وراء اليد المسيح. اخترت فعل الخير لا الشر. وأنا حر في قيامي بذلك.