عشاق الله

ألأمانة

المقصود بهذه الثمرة من ثمار الروح ليس مجرد الأمانة في المسائل المادية كالمال وغيره، إنما الأمانة بوجه عام في كل تصرفات الشخص وكامل حياته الروحية أي الأمانة في صلة الإنسان مع الله، ومع الناس، ومع نفسه هو.

والسيد المسيح أوصى بهذه الأمانة عندما تكلم عن الأمانة في الخدمة، وعن "كل عَبدٍ أمينٍ حَكيمٍ وَثِقَ بِهِ سَيِّدُهُ فكَلَّفَهُ أُمورَهُ، وقَبلَ سَفَرِهِ أمَرَهُ بإطعامِ كُلِّ عَبيدِهِ في حينِهِ. قد أفلَحَ ذلِكَ العَبدُ الّذي وَجَدَهُ سَيِّدُهُ، عِندَ رُجوعِهِ إليهِ، قائمًا بعَمَلِهِ." (لوقا 12: 42). بل إنه ذكر أن الأمانة هي عماد دخول الملكوت."نعم الخادم الأمين أنت. كنت أمينًا على القليل، ولأعهدن إليك بالكثير." (متى25: 21، 23).

لكن إلى أي حد نكون أمينين؟ يجيبنا الكتاب: "فكُونوا مُخلِصينَ حَتّى المَوتِ، وأنا أمنَحُكُم إكليلَ الخُلودِ." (رؤيا 2: 10) أي إلى حد التضحية بحياتنا.

والأمانة هي الصفة التي تساعد الصالحين على الوصول. فكثيرون ينطلقون معا. ولكن بعضهم يصل، والبعض يتأخر في الوصول، بينما البعض الآخر لا يصل أبدا. والسبب هو أن البعض كانوا أمناء في واجباتهم الروحية، والبعض كانوا عكس ذلك...

كما تشمل الأمانة الأمور العامة، مثلما تشمل الأمور الروحية:

لذلك مثلما يهتم الإنسان بالأمانة في حياته الروحية، عليه أن أن يكون أمينًا في كل عمل يعمله، فالطالب ينبغي أن يكون أمينًا في دراسته، والعامل أو الموظف في إتقانه لعمله وحفظه لمواعيده، والمسؤول السياسي في مسئولية...

ولنا خير مثال في يوسف الصديق الذي كان أمينا في حياته الروحية والعملية معا. فقد كان أمينًا في خدمته لفوطيفار. وكان أمينًا أيضًا في عمله كوزير لمصر، حتى أنقذها وأنقذ البلاد المحيطة من المجاعة، وكان أمينًا داخل السجن. والأمثلة كثيرة.

إن الإنسان الأمين هو شخص لا يتساهل مع الخطيئة، ولا يتراخي مع أي تفكير خاطئ، ولا يتقبل أي شيء يفصله عن الأمانة لله، معتبرًا أن كل معصية خيانة للأمانة لأنها ضد محبة الله وضد مشيئته ووصاياه، وضد الثبات فيه.