عشاق الله

حلول الروح على الحواريين في يوم الخمسين

يعتبر "يوم الخمسين" يوما مميزا لدى المسيحيين حيث يقول الإنجيل الشريف أنه بعد أن صعد سيدنا عيسى المسيح إلى السماء، وبينما الحواريون مجتمعين للصلاة وبَعدَ ذلِكَ، في يومِ عِيدِ الخَمسينَ وبَينَما كانَ أتباعُ سَيِّدِنا عيسى (سلامُهُ علينا) مُجتَمِعينَ في بَيتٍ في القُدسِ، "إذا بصَوتٍ هادِرٍ يأتي مِن السَّماءِ كأنّهُ الرِّيحُ العاصِفُ يَملأُ أرجاءَ المَكانِ الّذي كانوا مُجتَمِعينَ فيهِ، ورافَقَ الصَّوتَ ما يُشبِهُ ألسِنَةً مِنَ النّارِ تَفَرّقَت واستقَرَّت على رأسِ كُلِّ المُجتَمِعينَ الّذينَ حَظوا جَميعًا بَعدَئذٍ بفَيضٍ مِن رُوحِ اللهِ، فانطَلَقَت ألسِنتُهُم بِلُغاتٍ مُختَلِفةٍ عن لُغتِهِم، وذلِكَ حَسَبَ إمداداتِ رُوحِ الله وقيادَتِهِ لهُم." (سيرة الحواريين 1: 1-4)

لقد وعد سيدنا عيسى تلاميذه بعد القيامة قائلاً لهم : "وسأُرسِلُ إليكُم رُوحَ اللهِ كَما وَعَدَ اللهُ أبي الصَّمَدُ، فامكُثوا في المَدينةِ المُقَدَّسةِ حتّى أوانِ حُلولِ الرُّوحِ عليكُم فتَغمُرُكُم قوّةٌ سَماويّةٌ" ( إنجيل لوقا 24 : 49 ) ، وكرر لهم هذا الوعد الكريم قبيل صعوده، قائلاً لهم: "عِندَ تَجَلّي رُوحِ اللهِ القُدّوسِ عليكُم، تَحظَونَ بِالقُوّةِ والسُّلطانِ، فتَكونونَ لي شُهودًا في القُدس، وفي مَناطقِ يَهوذا والسّامرةِ، وسائرِ أصقاعِ الأرضِ" (سيرة الحواريين1: 8)

وفي يوم الخمسين الذي سمي بذلك لكونه اليوم الخمسون بعد عيد الفصح، حل الروح القدس على الحواريين المجتمعين بنفس واحدة، وبقوة عظيمة. وقد صاحبت ذلك مجموعة من الظواهر الخارقة. فقد انبعث بغتة صوت من السماء مندفع كما من هبوب ريح عاصفة دون أن تكون هناك ريح. وكان الصوت غير مرئي المصدر، ولكنه كان مسموعاً من طرف الجميع. ثم رأت العيون ألسنة منقسمة كأنها ألسنة من نار، واستقرت على كل واحد منهم، فكان لكل واحد نصيبه منها مثل الآخرين تماماً. 

يمكن القول أن كون تلك الألسنة من نار إشارة إلى مظهرها، وليس لأنها كانت مشتعلة فعلاً. لقد كان ذلك تصويرا رائعا للموهبة العجيبة التي مُنحت للحواريين المجتمعين في ذلك اليوم العظيم، موهبة أشعلت في دواخلهم القوة والغيرة والشجاعة للدعوة والمجاهرة ببشارة الإنجيل الشريف عبر ربوع المعمور، وكذلك بإذن الله كان...