عشاق الله

موهبة تفسير الألسنة

تعتبر موهبة ترجمة وتفسير الألسنة أقل مواهب الروح لأنها تتكئ على موهبة أخرى في اشتغالها، بمعنى وجود شخص يتكلم بألسنة تحتاج للتفسير والترجمة. الهدف طبعا من هذه الموهبة كما يوضح اسمها هو تفسير تلك الألسنة حتى يتمكن السامعون وكذا الشخص المتكلم بالألسنة أن يفهموا ما يقوله الروح القدس ويبنوا جماعتهم "لِكَي تَستَفيدَ جَماعةُ المؤمنينَ." (كورنثوس الأولى  14: 5 ).

لكن ألا يستطيع الله التكلم إلينا في اجتماعنا بوسيلة أخرى غير تلك الألسنة التي تحتاج إلى تفسير وترجمة؟ نعم، يستطيع ذلك من خلال موهبة النبوة التي تخص التكلم وسط الاجتماعات. فجميع مواهب الروح تشتغل بالإيمان، لكننا نعلم أن موهبة النبوة تتطلب إيماناً أقوى من موهبة الألسنة وكذا موهبة ترجمة وتفسير الألسنة. هذا لأن الشخص الذي يتنبأ يقوم بذلك بمفرده ليعلن رسالة مكتملة وواضحة للآخرين. أما الشخص الذي يتكلم بالألسنة أو يفسر تلك الألسنة فهو يشتغل مع شخص آخر ويعتمد عليه لاستكمال ما يقوله بهدف تقديم رسالة مكتملة وواضحة للآخرين. (الشخص الذي يتكلم بالألسنة يعتمد على المفسر، وكذلك المفسر يعتمد على المتكلم بألسنة).

لكن ليس ضروريا أن كل ما نصليه بالألسنة في صلواتنا الشخصية قابل للترجمة والتفسير حتى يكون مفهوماً وواضحا. يقول الإنجيل الشريف: "إذا تَضَرَّعتُ بكَلامٍ غَيرِ مَفهومٍ، تَضَرَّعتُ برُوحي وبَقي عَقلي عاطِلاً. " (كورنثوس الأولى 14: 15). لذلك ليست كل صلاة بالألسنة تحتاج للترجمة. لأن الهدف الرئيسي من التكلم بالألسنة هو التكلم -لا إلى أنفسنا- بل إلى الله الذي يفهم جميع ما نتكلمه. "إنّ مَن يَتَنَبَّأُ يَكونُ لإخوانِهِ مُفيدًا، أمّا مَن يَتَكَلَّمُ بلُغةٍ مَجهولةٍ فيُخاطِبُ اللهَ فقط، فيَنطِقُ بما لا تُدرِكُهُ الأفكارُ." (كورنثوس الأولى 14: 2). مع ذلك يحدث في بعض الأحيان وحسب مشيئة الروح أن يعطينا ترجمة بعض ما نقوله بالألسنة، مصداقا لقول الإنجيل  الشريف"يَجِبُ على الّذي يَتَكَلَّمُ بلُغةٍ غَيرِ مَعروفةٍ أن يَسألَ اللهَ القُدرةَ على تَرجَمتِها" (كورنثوس الأولى 14: 13).