عشاق الله

موهبة النبوة

مواهب الوحي ثلاثة هي النبوة والتكلم بالألسنة وترجمة الألسنة. لكن النبوة في العهد الجديد هي غيرها تماما في العهد القديم. فالنبوة هى كلام خارق للطبيعة بلغة مألوفة، أي النطق بكلام خارق للطبيعة عبر اشتغال الروح القدس من خلال شخص بواسطة لغة يعرفها محيط الشخص.

فكلمة نبوة هي في الأصل اليوناني "بروفيتيا" propheteia وهى لفظة تتكون من كلمتين pro  ومعناها "الإتيان بـ" وكلمة pheteia ومعناها الكلام، فيصبح معنى كلمة نبوة هو الإتيان بالكلام.

لكن النبوة التي نتحدث عنها اليوم لا تعني التخمين أو توقع حدوث شيء ما فى المستقبل، لكنها ترجمة وإعلان القديم حيث أن موهبة النبوة في العهد الجديد لا علاقة لها بالنبوة فى العهد القديم. النبوه فى العهد القديم كانت ذات علاقة بالتكهن بما سيحدث فى المستقبل. 

أما النبوه فى العهد الجديد فلا تتعلق بالكلام عن المستقبل، ولكنها "الإتيان بالكلام". ذلك أن أنبياء العهد القديم كانوا يتنبؤون بما سيحدث في المستقبل بينما النبوه في العهد الجديد أو موهبة النبوة فهى كلام خارق للطبيعة ينطقه الروح القدس من خلال إنسان وبلغة معروفة في محيط ذلك الإنسان. وهذه الموهبة هى أهم موهبة بين مواهب الإلهام لأن موهبة النبوة معادلة لموهبة التكلم بالألسنة وترجمة الألسنة معا. نقرأ في كورنثوس الأولى: "فأُريدُ مِنكُم إذن أن تَتَكَلَّموا بشَتّى اللُّغاتِ بقُدرةِ رُوحِ اللهِ، ولكنَّ الأولى أن تَكونوا أصحابَ النُّبوءَةِ، فعَمَلُ صاحِبِ النُّبوءَةِ أهَمُّ مِن عَمَلِ صاحِبِ اللُّغاتِ، إلاّ إذا كانَ يُتَرجِمُ لِكَي تَستَفيدَ جَماعةُ المؤمنينَ." كورنثوس الأولى 14: 5

كما أن الفرق بين النبوة والألسنة هو أن النبوة تعني كلام الله للإنسان، بينما الألسنة تعني كلام الإنسان لله. كما أن النبوة تقوم بين إنسان وإنسان بينما الألسنة تتم بين الإنسان والله. النبوة هى كما قلنا كلام خارق للطبيعة بلغة معروفة في محيط المتكلم بينما التكلم بالألسنة هو التفوه بكلام خارق للطبيعة بلغة غير معروفة.أما ترجمة الألسنة فهي بيان خارق لمحتوى كلام الألسنة. لكن هذه كلها تعني كلاما معجزا أي خارقا للطبيعة...