عشاق الله

الشفاء في الكتاب

قد تشعر وأنت في انكسار روحك أن حياتك لم يعد لها معنى، وقد تتمنى الموت لنفسك بل وتطلبه مثل يونس حين قال: "موتي خير من حياتي" (يونان 8:4). وقد يتجهم وجه الحياة أمام عينيك. 

لكن ثق أن الله سيشفي روحك المكسورة بنعمة منه، ويلملم حطام حياتك حسب مسرة قلبه. "لأنه هو يجرح ويعصب. يسحق ويداه تشفيان" (أيوب 18:5).

لقد عانت حنة أم صموئيل ثلاث تجارب مرة: التجربة الأولى حرمانها من الولد. والتجربة الثانية معاناة الغيظ والكيد، فقد "كانت ضرتها تغيظها أيضاً غيظاً لأجل المراغمة [أي المكايدة]" (1صموئيل 6:1). والتجربة الثالثة سوء ظن الكاهن عالي بها حين ظنها سكرانة: "حتى متى تسكرين؟ انزَعي خمركِ عنكِ" (1صموئيل 13:1و14).

وقد أحزنت هذه التجارب روحها "فقامت... وهي مُرَّة النفس. فصلت إلى الرب، وبكت بكاء ونذرت نذراً"، ثم جاوبت عالي الكاهن قائلة: "إني امرأة حزينة الروح... أسكب نفسي أمام الرب" (1صموئيل 10:1و15). فشفى الرب روحها الكسيرة المحزونة بعد أن صلَّت وسكبت روحها أمامه، "ثم مضت.. في طريقها وأكلت ولم يكن وجهها بعد مُغيَّراً" (1صموئيل 18:1).

أيضا كسرت التجارب المريرة روح أيوب، ولكن الله شفى روحه الكسيرة بتعويض كريم منه "وزاد الرب على كل ما كان لأيوب ضعفاً... وبارك الرب آخرة أيوب أكثر من أولاه..." (أيوب 10:42و12).

أما في سفر إشعياء فنقرأ الكلمات النبوئية التي تمت في سيدنا عيسى المسيح: "روح السيد الرب عليَّ، لأن الرب مسحني لأبشِّر المساكين، أرسلني لأعْصِب منكسري القلب، لأنادي للمسبيّين بالعِتق، وللمأسورين بالإطلاق... لأعزّي كل النائحين، لأجعل لنائحي صهيون، لأعطيهم جمالاً عوضاً عن الرماد، ودُهن فرح عِوضاً عن النوح، ورداء تسبيح عوضاً عن الروح اليائسة، فيُدْعَون أشجار البر، غرس الرب للتمجيد" (إشعياء 1:61-2).

فعلى كل منكسر الروح بسبب عنف ما أو هزيمة أو ألم أو مرض أو خيبة أمل، أن يذكر فقط أن الله اعتبر الأرواح المكسورة ذبائح له "ذبائح الله هي روح منكسرة، القلب المنكسر والمنسحق يا الله لا تحتقره" (مزمور 17:51)، وليلق عبء انكساره عند قدمي سيدنا عيسى المسيح فهو وحده الذي يجبر الروح المنكسرة، ويقيناً يشفيها!!