عشاق الله

سؤال الإيمان

يمكن القول أن الإيمان الديني موجود منذ البداية. لكننا سنتأمل بشكل خاص الإيمان الكتابي كما قدمه الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد. ففي العهد القديم لم يكن الإيمان ممحوراً على وجود الله أو عدم وجوده، لأن وجود الله كان أمرا بديهيا في ذلك الزمن. كان الله أو الآلهة تقدم بصفتها قوة متسلطة على الإنسان. 

لكن الأمر الجديد الذي أتى به إبراهيم هو إمكانية الدخول في صلة شخصية مع الله، هذه الصلة بدأت بثقة إبراهيم بكلمة الله، بالدعوة والنداء الذي سمعه والذي وعده بأن يجعل منه أمّة كبيرة. لقد جعلته ثقته يترك عملياً كل شيء ويخوض غمار المجهول في سبيل ذلك. إلى أن نما وكبر إيمان إبراهيم من خلال العهد الذي تم بينه وبين الله والذي أظهر له مصداقية ثقته بالله.

لذلك فالسؤال لم يكن الإيمان بوجود الله، بل الإيمان بأن الإنسان موجود من أجل الله أو في نظر الله. بعبارة أخرى هل الله مهتم بالإنسان؟ هل الله يتدخل في حياة الإنسان، ومن أجل صالحه وخيره؟ منذ زمن إبراهيم كان الجواب على هذه الأسئلة بالإيجاب. وهذه هي لحظة الوعي الأساسية التي أطلقت تراث الإيمان في العهد القديم، والتي بني عليها فيما بعد عهد جديد بمجيء سيدنا عيسى المسيح.