عشاق الله

مواسم الروح السبعة

جعل الله تعالى في عمق كل واحد منا فراغا لا يمكن أن يملأه إلا هو. لهذا نحن جميعا نبحث عن الله، وكثير منا متحمسون لعبادته بطريقة ذات معنى خاص بهم.

عشاق الله يحتفلون بتمجيدهم لله تعالى عبر دورة سنوية تنقسم على سبعة مواسم. نسمي هذه الدورة السنة الميسيانية، حيث كل موسم في هذه الدورة يتعلق بدور من أدوار المسيح عبر التاريخ، وأيضا بمرحلة من مراحل حياتنا اليوم. 

 

تبدأ السنة بالموسم الأول الذي هو الخلق. فقد كان المسيح شريكا عن كثب في خلق الأرض والسماوات كمكان يعيش فيه أحب المخلوقات له - أي البشر - في علاقة رائعة مع الخالق. ولأن الله نور فنحن نحتفل بخلقه للنور. 

 

الموسم الثاني هو موسم الصلة أو التواصل. وهو يحتفل بالصلة بين الله والإنسان. كما يحتفل بالشرف الذي يناله الذين يسعون إلى الصلة مع الله. للأسف أهل الشر لا يحبون سوى الظلام.

 

نحن نعلم جميعا  أن  الاشرار يحبون الظلام، مع ذلك هناك شيء من الظلام داخل كل واحد منا. لهذا السبب نحتفل بالموسم الثالث الذي هو موسم القوة التي يسبغها السيد المسيح على شعبه في مسيرتهم معه. وهذه القوة هي الضوء الذي ينير العالم من خلالنا. 

 

هذا يقودنا بطبيعة الحال إلى الموسم الرابع الذي هو الحرية، والذي من خلاله نتأمل الفترة التي قضاها السيد المسيح على الأرض ليمنح الحرية للبشرية. في هذا الموسم نتأمل أفعال المسيح وتعاليمه. وهذا بالنسبة لنا هو الضوء الذي نتغلب بواسطته على الظلام داخلنا.  

أيضا نعلم جميعا أن شمل العائلات يتشتت كثيرا اليوم، ولا يكاد يكون هناك تواصل بين بعضهم البعض. وهذا يكون نتيجة العلاقة المختلة لدى كثير من الناس مع الله. ففي فترة ما في الماضي كان هناك خلل ما جعل الشرف يتحول إلى عار. لهذا السبب نحن في حاجة للغفران. الغفران الذي يصلح علاقة الناس بالخالق. وأيضا الغفران بين الإنسان والإنسان. الغفران هو الموسم الخامس الذي ننظر فيه إلى هذين الجانبين معا. ومن خلاله نسعى إلى المصالحة كضوء كفيل بالشفاء.

هناك كذلك أوقات تبدو فيها الحياة حالكة   وصعبة. ويكون عندئذ علينا التحلي بالشجاعة والمثابرة. لذلك عند انطفاء الضوء في مثل هذه الأوقات يأتي الموسم السادس الذي هو موسم الشجاعة الذي يجعلنا ننظر إلى أعلى ونشاهد النور من خلال السقوف العالية. 

 

لكن الظلمة ليست نهاية المطاف، لأن نور النجوم المعرش في الظلمة هو لمحة من المجد الموعود للمستقبل. الله نور، لذلك نقول لك "قم، وأشرق فنور الله قد أشرق ومجد المسيح يخيم عليك!" سيأتي زمن، زمن نحلم به، عندما يطوي الله هذه الأرض طي الكتاب ويخلق أرضا جديدة نعيش فيها إلى الأبد بسلام. هذه الأرض الجديدة ليست جنة زائلة، بل زمن صلة أبدية مع الله ومع أولئك الذين يسعون أيضا إلى الصلة مع الخالق.

فتعال معنا في رحلة عبر هذه المواسم السبعة. فسواء كنت مسيحيا أو مسلما، ذكرا أو أنثى، مغربيا ، تونسيا، مصريا، فلسطينيا أو سعوديا أو غير ذلك ... فهذا لا يعني شيئا على الإطلاق بالنسبة للخالق. فالله محبة وهو يمد إلينا يد المحبة. والمسيح يدعونا للسير وراءه، وينتظر بصبر مجيئنا. فانطلق معنا عبر رحلة مواسم الروح السبعة هذه.