عشاق الله

من عظماء الصحابة (الخليفة: علي بن أبي طالب)

  من عظماء الصحابة

الخليفة: علي بن ابي طالب

ترجمته:

هو أمير المؤمنين أبو الحسن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب القرشي الهاشمي, ابن عم رسول الله, و صهره على ابنته فاطمة, و ذرية الرسول منها, أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم, وهو أول هاشمي, ولد من هاشميين, و رابع الخلفاء الراشدين, و أول خليفة من بني هاشم.
و هو أول الناس إسلاما, هاجر إلى المدينة, و شهد بدرا, و أحدا و الخندق, و بيعة الرضوان, و جميع المشاهد مع رسول الله, إلا تبوك, فإن رسول الله خلفه على أهله, و له في الجميع بلاء عظيم و أثر حسن, و أعطاه الرسول, اللواء في مواطن كثيرة بيده, منها يوم بدر.
لازم الرسول "فتيا يافعا في غدوه و رواحه و سلمه و حربه, حتى تخلق بأخلاقه", و آخاه الرسول لما آخى بين أصحابه, وقال له:أنت أخي في الدنيا و الآخرة. و هو أحد العشرة المبشرين بالجنة, اجتمع فيه من الفضائل ما لم يحظ به غيره, فمن ورع في الدين, إلى زهد في الدنيا, إلى قرابة و صهر رسول الله, إلى علم جم, وفضل عزيز, وقد توفي رحمه الله في رمضان سنة أربعين من الهجرة, بمجسد الكوفة سنة 40 هجرية. و هو ابن ثمان و خمسين سنة فيما قاله ابنه الحسن رضي الله عنه, فعلى هذا, يكون أسلم وهو ابن ثلاث سنين.
مبلغه من العلم:
كان رضي الله عنه بحرا في العلم, وكان قوي الحجة, سليم الاستنباط, أوتي الحظ الأوفر من الفصاحة, و الخطابة و الشعر, وكان ذا عقل قضائي ناضج, و بصيرة نافذة إلى بواطن الأمور, و كثيرا ما كان يرجع إليه الصحابة في فهم ما خفي, و استجلاء ما أشكل.
اتسم بصفات الرسول, و فقه عنه الدين, و ثقف ما نزل به الروح الأمين, فكان من أفقه أصحابه و أقضاهم, و أحفظهم و أوعاهم, و أدقهم فبي الفتيا, و أقربهم إلى الصواب, و حتى قال فيه عمر:لا بقيت لمعضلة ليس فيها أبو الحسن و قد ولاه رسول الله قضاء اليمن, و دعا له بقوله:"اللهم أهد قلبه و ثبت لسانه. قال علي: فوالذي فلق الحبة ما شككت في قضاء بين اثنين". و قال عليه السلام أيضا:"أنا مدينة العلم و علي بابها, فمن أراد العلم فليأت بابه". و قيل لعطاء:" أكان في أصحاب محمد أعلم من علي؟ قال لا, و الله لا أعلمه". و الذي يرجع إلى أقضية علي و خطبه و وصاياه, يرى أنه قد وهب عقلا ناضجا, و بصيرة نافذة, و حظا وافرا من العلم و قوة البيان.
************