عشاق الله

من وحي الثورة (10) ح تشوفوا ايام سوداء

تَقَلَّدَ دَاوُدُ بِسَيْفِهِ فَوْقَ ثِيَابِهِ وَعَزَمَ أَنْ يَمْشِيَ، لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ قَدْ جَرَّبَ. فَقَالَ دَاوُدُ لِشَاوُلَ : «لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَمْشِيَ بِهذِهِ، لأَنِّي لَمْ أُجَرِّبْهَا ». وَنَزَعَهَا دَاوُدُ عَنْهُ.  وَأَخَذَ عَصَاهُ بِيَدِهِ، وَانْتَخَبَ لَهُ خَمْسَةَ حِجَارَةٍ مُلْسٍ مِنَ الْوَادِي وَجَعَلَهَا فِي كِنْفِ الرُّعَاةِ الَّذِي لَهُ، أَيْ فِي الْجِرَابِ، وَمِقْلاَعَهُ بِيَدِهِ وَتَقَدَّمَ نَحْوَ الْفِلِسْطِينِيِّ وَذَهَبَ الْفِلِسْطِينِيُّ ذِاهِبًا وَاقْتَرَبَ إِلَى دَاوُدَ الْرَّجُلُ وَحَامِلُ التُّرْسِ أَمَامَهُ وَلَمَّا نَظَرَ الْفِلِسْطِينِيُّ وَرَأَى دَاوُدَ اسْتَحْقَرَهُ لأَنَّهُ كَانَ غُلاَمًا وَأَشْقَرَ جَمِيلَ الْمَنْظَرِ فَقَالَ الْفِلِسْطِينِيُّ لِدَاوُدَ: «أَلَعَلِّي أَنَا كَلْبٌ حَتَّى أَنَّكَ تَأْتِي إِلَيَّ بِعِصِيٍّ؟». وَلَعَنَ الْفِلِسْطِينِيُّ دَاوُدَ بِآلِهَتِهِ وَقَالَ الْفِلِسْطِينِيُّ لِدَاوُدَ: «تَعَالَ إِلَيَّ فَأُعْطِيَ لَحْمَكَ لِطُيُورِ السَّمَاءِ وَوُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ» فَقَالَ دَاوُدُ لِلْفِلِسْطِينِيِّ: «أَنْتَ تَأْتِي إِلَيَّ بِسَيْفٍ وَبِرُمْحٍ وَبِتُرْسٍ، وَأَنَا آتِي إِلَيْكَ بِاسْمِ رَبِّ الْجُنُودِ إِلهِ صُفُوفِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ عَيَّرْتَهُمْ هذَا الْيَوْمَ يَحْبِسُكَ الرَّبُّ فِي يَدِي، فَأَقْتُلُكَ وَأَقْطَعُ رَأْسَكَ. وَأُعْطِي جُثَثَ جَيْشِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ هذَا الْيَوْمَ لِطُيُورِ السَّمَاءِ وَحَيَوَانَاتِ الأَرْضِ، فَتَعْلَمُ كُلُّ الأَرْضِ أَنَّهُ يُوجَدُ إِلهٌ لإِسْرَائِيلَ . (1صم17: 39 -46 ) 

 

 

كيف ترى الأحداث

تحدثنا مجلة هو و هي القاهرية والتي توقفت عن الصدور منذ سنوات عن عالم مشهور يدعى د. هارولد وولف الذي أجرى بحثا لصالح كلية الطب بجامعة كورنيل، لمعرفة أثر التفاؤل في صحة الناس.

وكان من بين المجموعات التي فحصها 2500 جندي أمريكي، كانوا قد اسروا في اليابان أثناء الحرب، وعاشوا تحت ظروف رهيبة وعوملوا معاملة غير انسانية، وكلفهم اليابانيون بأعمال  شاقة مميته، فتوفي عدد كبير منهم أما الباقون فسقطوا مرضى.

وفحص د. وولف جميع الأسرى فلاحظ أن عددا محدودا جدا استطاعوا أن يتحملوا شقاء الأسر، ولم يصابوا بأي مرض بدني  او نفسي، فلما سألهم عن أفكارهم خلال تلك الأيام القاسية. قال أحدهم كنت أرسم صورة لخطيبتي على جدار السجن كلما وجدت وقتا لذلك. وقال آخر كنت استكمل دراسة المشروع التجاري الذي عزمت على انشائه عند عودتي للوطن.  وقال ثالث :كنت أخطط لرحلة مع زوجتي وأولادي في المستقبل القريب ... الخ

ووجد الباحث أن جميع الناجين من المرض كانوا من المتفائلين الذين توقعوا النجاة وآمنوا إيمانا صادقا بعودتهم لوطنهم.

***

  عزيزي القاريء، ربما تستغرب بين هذه التوليفة التي قرأتها في بداية الفصل، ولكن ما أريد أن اقوله في هذا الفصل بسيط ولكنه هام، بل أقول أنه حجر أساس لما يمكن أن يحدث في المستقبل لنا.

  استقبل المصريون الثورة، بين مشارك وبين متابع مؤيد، وبين خائف متزمر، لماذا؟

  لأنه ماذا إذا استلم الأخوان الحكم، ما الذي سيحدث لنا من مسيحيين أو إسلاميين ليبرال، سنرى أيام سوداء بكل ما تحمله الكلمة من مقاييس. ولنتذكر ما حدث في افغانستان وأيران والصومال وشمال السودان.

  في الواقع هذا ما سمعته كثيرا جدا من أصدقاء لي، انتابهم الهلع من التغيير النظام، بل وقبل تنحي الرئيس السابق كانوا يصلون أن يتغلب مبارك ويعيد للأمور نصابها، وكأننا كنا في نعيم أيامه.

وقلت لنفسي

-  ألم نشبع خوفاً وقلقاً طوال هذه السنوات كما لوكنا بلا إله؟ ... لماذا لا نجرب الثقة في الهنا ونخطو خطوة للأمام دون أن نضع في أعيننا تلك الأفكار الأبليسية والتي تبدأ بكلمة "ماذا لو"

في الواقع هذا ذكرني كثيراً بتلك القصة التي قرأتها في مجلة هووهي في حداثتي، وجعلني أبحث عنها لكي أكتبها موثقة، ولما لم أجدها كتبتها من الذاكرة دون توثيق، ولكنها تحمل فئتين من الناس يواجهون موقف صعب، فئة استطاعت أن تنتصر، بسبب نظرتها الرائعة والايجابية للأمور، وفرقة أخرى لم تستطع الصمود بسبب أنها قررت ان الأمور قد أنتهت.

وهذا أيضا حدث مع جيش إسرائيل، الذي واجه تعيير جليات في خشوع وصمت، ناظرين الى قوته المنظورة ناسين قوة الله الغير منظورة التي اختبروها كثيرا تاريخياً ولكنهم لم يروا الا قوة جليات!!

وليأت ذلك الصغير الأصفر الشعر وملون العينين، الجميل المنظر الذي يعتبر في عرف رجال الحرب قديماً غير صالح للقتال بكل ما تحمله الكلمة من معنى ويبدأ يقول للجبار

-  لا تقدر

لا تقدر أن تعيرني بإلهك وأنا معي رب الجنود، القوة التي أملكها تجعلني استطيع سحقك بحجرة ملساء، حتى الخمسة أحجار التي تزودت بها كانوا زيادة عن الاحتياج، واحدة تكفي، لأن الموضوع ليس موضوع عتاد، ولكنه قوة مستخدمة في مكانها.

والآن ... ماذا ترى الأمور الآن؟ ... أرى عزيزي القاريء أن تبدأ في عمل جدول لك، لكي تتحسن أحوالك في العصر الجديد، لأن الله هو الذي يمسك زمام الأمور، تطلع الى المستقبل بدون خوف، ولا تجعل أحد يخيفك بأخبار سلبية.

عندما بدأ أول استفتاء بعد الثورة جاءت الينا الكثير والكثير من توقعات تزوير الانتخابات، والقلم الفسفوري الذي سيستخدم في الانتخابات لتزويرها، يكفي أن تطالع أخبار تحمل الهلع والخوف وعدم الايمان المنتشرة على صفحات الانترنت، ولكن ثق ... المستقبل افضل، فلايزال الهنا يمسك دفة الأمور. لذلك استعد للأفضل.

بل دعني أقول لك، جهز خمس حجرات ملسات وضعها معك، فأنت ستحتاج واحدة منها قريباً.

 

تابعني 

عماد حنا