عشاق الله

من وحي الثورة (5) لن تنجحوا

ذَا قُلْتُمْ لِي: عَلَى الرَّبِّ إِلهِنَا اتَّكَلْنَا، أَفَلَيْسَ هُوَ الَّذِي أَزَالَ حَزَقِيَّا مُرْتَفَعَاتِهِ وَمَذَابِحَهُ، وَقَالَ لِيَهُوذَا وَلأُورُشَلِيمَ: أَمَامَ هذَا الْمَذْبَحِ تَسْجُدُونَ فِي أُورُشَلِيمَ؟

23  وَالآنَ رَاهِنْ سَيِّدِي مَلِكَ أَشُّورَ، فَأُعْطِيَكَ أَلْفَيْ فَرَسٍ إِنْ كُنْتَ تَقْدِرُ أَنْ تَجْعَلَ عَلَيْهَا رَاكِبِينَ.

24  فَكَيْفَ تَرُدُّ وَجْهَ وَال وَاحِدٍ مِنْ عَبِيدِ سَيِّدِي الصِّغَارِ، وَتَتَّكِلُ عَلَى مِصْرَ لأَجْلِ مَرْكَبَاتٍ وَفُرْسَانٍ؟

25  وَالآنَ هَلْ بِدُونِ الرَّبِّ صَعِدْتُ عَلَى هذَا الْمَوْضِعِ لأَخْرِبَهُ؟ اَلرَّبُّ قَالَ لِي اصْعَدْ عَلَى هذِهِ الأَرْضِ وَاخْرِبْهَا.

2مل1*: 22-25

 

 

وأنا أتكلم في الفصل الماضي عن كوننا نحتفظ بالفاسد، لأننا لن نعرق المجهول القادموما ينتظرنا منه، تكلمت عن اختبار شخصي، وما حدث لأختي طبيبة العيون، وما قالوه الناس لها لكي يبعدوها عما فعلت، وهذا كان ملخصه هذه العبارة

-  لن تنجحين.

وهذا ما سمعناه كثيرا ونحن نرى هؤلاء الشباب واقفين في مجمع التحرير ومجمع المنشية، وكلما حققوا انتصار كانت الصرخات تقول اكتفوا بهذا، لا يمكن أن تصلوا لأبعد من هذا، لن تنجحوا، السلطة مسيطرة تماماً على الموقف. وهذا يعد تحطيم لمعنويات الشباب حتى يتراجعوا، ويرضون بانتصار هزيل سرعان ما يذوب بعد أن تنفض التجمعات.

وهذا ما فعله سنحاريب قديماً محاولا خداع الشعب، فهو لجأ لتحطيم معنويات شعب إسرائيل، حتى يستسلمون له، يقولون أن الحرب خدعة وأساس الانتصار هو كيفية إقناع الخصم بالاستسلام السريع، سواء كان هذا ناتج عن قوة حقيقية للخصم أم ناتج عن  خدعة الخصم وإبراز ذاته في صورة غير صورته الحقيقية.

هذا الملك - سنحاريب - وقف أمام شعب الرب الذي عرف طريق التوبة وأزال الأوثان  الذي كان يعبدها، وملك عليه ملك صالح يخاف الله ويحفظ وصاياه. ولكن يأتي هذا الرجل الشرير ويحاصر المدينة ويقف على بابها يطلق حربه الإعلامية حتى تستسلم المدينة ... ويطلق هذا الملك الشرير خمس كذبات أساسية هذه الكذبات الخمس هي: 

1-  الاتكال على الرب لن يجدي (ع19)

2-  الذي اتكلت عليه أضعف من أن يحميك (ع20) "هوذا اتكلت على عكاز هذه القصبة المرضوضة"

3-  هزيمتك آتية لا محالة فقوتنا (قوة الاعداء) عظيمة

4-  الرب قال لي أني سأهزمكم (هذه هي ارادة الرب فاستسلموا لها)

5-  لا تسمعوا لمرشدكم الذي يحاول أن يجعلكم تلتصقون بالله.

 

هذه الأفكار موجودة في سفر ملوك الثاني من الكتاب المقدس ... ذلك الاصحاح الذي بدأ بعمل عظيم صنعه الملك حزقيا حفيد داود النبي عليه السلام.  ذلك العمل الذي نستطيع تسميته نهضة عظيمة. لنرى تلك الثورة وآثارها.

ثورة عظيمة

ونتيجة  لتلك الثورة التي فيها أزال المرفعات وكسر التماثيل وقطع السواري وسحق حية النحاس التي  عملها موسى لأن بني إسرائيل كانوا إلى تلك الأيام يوقدون لها.. التصق  حزقيا بالرب ولم يحد عنه بل حفظ وصاياه التي أمر بها الرب موسى .. وكان الرب معه فحصد النجاح بعد النجاح (2مل 18: 1-8)

 

وفي ذلك الأصحاح  الغني بالمعاني  نجد صورتين في غاية الاهمية . الصورة الاولى هي صورة الثورة التي تمت على يد الملك حزقيا فانتعشت مملكة يهوذا جدا وكان الرب معها وحفلت بالانتصارات .. والصورة الأخرى هي صورة مملكة إسرائيل التي أصرت على فعل الشر أمام الرب فدمرت على يد مملكة آشور وسبي شعبها الى مملكة آشور .

ولكن الشيطان لابد وأن يتحرك مع الثورة .. لابد أن يبذل مجهوده حتى يعطل تلك الثورة .. فحاولت مملكة آشور أن تدخل يهوذا وبالفعل حاصرت المدينة أيام عديدة  في جيش عظيم وخرج  قائد الجيش يهدد ويتوعد الشعب والملك حتى يستسلموا إلى تلك المملكة وعندما تكلم قائد الجيش كذب خمس كذبات كثيرا ما يستخدمهم الشيطان عندما تحل بنا ضيقة.. ففي وسط الحصار والشعب والقادة خائفون قال قائد الجيش هذه الأمور. والتي أوصلها أن سيطرة الشر هي رغبة الله المقدسة، فهو مرسل من قبل الله!!!

هل نصدق أكاذيب العدو؟

  بدلا من التصديق الذي يقلل من المعنويات كثيرا ويشعرنا بالاحباط واليأس ليتنا نفعل ما فعله الملك حزقيا ... فيقول الكتاب المقدس  أن الملك حزقيا عندما سمع هذا الكلام  أول شئ عمله أنه دخل بيت الرب ورفع صلاة للرب لكي يحميه.. وكانت استجابة الرب في منتهى السرعة لأنه في نفس الليلة أرسل الرب ملاك "وكان في تلك الليلة أن ملاك الرب وخرج وضرب من جيش الأعداء  مائة ألف وخمسة وثمانين ألفا.. ولما بكروا صباحا إذا هم جميعا جثث ميتة فانصرف سنحاريب ملك آشور وذهب راجعا.. وقتل  وهو يسجد لآلهته الوثنية في بلدته  " 2مل 19: 35-37

***

نصيحة الشيطان أمام التجربة

في الواقع هذا ما يفعله الشيطان معنا فنحن عندما نرفع قلوبنا أمام الله طالبين توبة حقيقية لا يرضى الشيطان عن هذه الثورة  فيحاصرنا بكثير من الاساليب يحاول أن يوهمنا انه قادر على الايقاع بنا. هذا الوهم دائما يتمثل بتلك الاكاذيب الخمسة فيقول

-  أمام تلك التجربة العاصفة الاتكال على الرب لن يجدي بل علينا أن نفكر بأسلوب عملي ولا داعي للفلسفة الغير عملية.

-  لن تجد الله بالقوة الكافية أمام تلك التجربة

-  الهزيمة لابد وأن تأتي

-  من أدراك أن هذا العمل ليس بترتيب من الله وإرادته أن أنهزم !!

-  الذي ينصحك بالاتكال على الرب ليس في نفس موقفك.. ولو كان في موقفك لتغير ردة فعله تماما

***

عظمة الله في مواجهة أكاذيب الشيطان

لنجعل الأمر خاصا... بمعنى أن نتحول من الكلام على ثورة ضد نظام فاسد، الى تلك المعركة الدائرة بداخلي أنا...  في حياتي واجهت ما أسميه جيش سنحاريب .. وكدت أقع في ليأس .. وجاءني الشيطان بتلك الأكاذيب الخمسة .. ولكن عظمة الله ومحبته وعنايته جعلت من جيش سنحاريب  الخاص بي (تجربتي ) يموت بصورة لا تصدق . وانتصر بقوة عجيبة في هذه التجربة

صديقي

هل واجت يوما ما قوة مضادة تشبه قوة سنحاريب

جرب ما فعله حزقيا .. اتجه الى الله وصلي .. وأنا أثق تماما أن الله سيرسل ملاكه ويقتل ذلك المخادع داخلي وستنتصر

 

لأن الهنا اله انتصار وليس اله هزيمة

فقط

ضع ثقتك في قوته

لا تستمع الى أكاذيب العدو

عندئذ ستتمتع بنشيد الانتصار

له كل المجد