من وحي الثورة (1) ثورة تجعلنا نفكر
من وحي الثورة (1) ثورة تجعلنا نفكر
عماد حنا
"نحن مجانين إذا لم نستطع أن نفكر، ومتعصبون إذا لم نرد أن نفكر، وعبيد إذا لم نجرؤ أن نفكر." أفلاطون
لكل كيان دورة حياتية تختلف في شكلها وأسلوب حياتها، فلا يوجد كيان في العالم ثابت، لأن الشيء الوحيد في هذا العالم هو التغيير، لابد أن يحدث تغيير ما، بالطبع أنا أستثني الله من هذه الفكرة، فالله لا يتغير، ليس هذا موضوعنا، ولكننا نتكلم الآن عن كل كيان سواء هذا الكيان شخص أم مجتمع، مجموعة من المجتمعات المتحدة مع بعضها البعض!!! فنجد كيان يتسم بالانغلاق على نفسه، ولكن فجأة نجده ينفتح بطريقة ما على الآخر، عدو يصبح صديقاً بقدرة قادر، والعكس بالعكس، التغيير هي سمة هذا العالم.
أيضاً كل كيان يحدث داخله كل فترة ثورة لتغيير شيء ما تغلغل واستفحل في الكيان. إذا نجحت يحدث تغييراً شاملاً وعاصفاً، وإذا فشلت لابد أن تترك أثراً دامغاً في هذا المجتمع. ومجتمعنا المصري، بل والعربي بات في هذه اللحظة على فوهة بركان، يسعى بكل طاقته للتغيير وهذا واضح بكل الصور والأشكال، وأقرب مثل لذلك، هو ما حدث في 25 يناير 2011 التي عاصرناها.
نحن عشنا ثورة 2011، وسمعنا عن ثورة 1952، ودرسنا ثورة 1919، "وهوجة" عرابي، وإصلاحات إسماعيل وانقلاب محمد علي الكلي الذي غير المجتمع المصري كثيراً. فما هو المعنى؟
المعنى أنه كل حوالي نصف قرن يحدث تغيير ما نتيجة فوران بركاني للمجتمع.
وإذا كان الكيان الافتراضي كالدولة يحتاج كل فترة إلى ثورة، فالكيان الإنساني البشري بالأولى يحتاج إلى مثل هذه التغييرات، ونحن لدينا فرصة لا ينبغي أن نفوتها، إذا تأملنا في كل أحداث تلك الصورة التي لا زلنا نعيشها، وتعلمنا منها نستطيع أن نخرج بدروس نقلب بها حياتنا رأساً على عقب. فقط أن تكون لدينا الأذهان القابلة للتعلم، وعيون ترى ما بين السطور، قدرة على مضاهاة وتطبيق كل هذا ومقارنته بكلمة الله، فتعلمنا كلمة الله من تلك الأحداث التي تمر بنا، وهذا ينتج بالتأكيد ثورة.
إذا فكتابنا هذا مستوحى من ثورة نراها ونعيشها، ونتابعها يوماً فيوماً، بل عشنا كل مشاعر الثورة وتناقضاتها ومحاولات دفنها، وكل هذا يمكن أن يمر بنا ونحن نحاول أن نغير من أنفسنا للأفضل. لنتابع إذا باهتمام.
لا أدعي أني ممن اشتركوا بجزء من الثورة في بلدنا الحبيبة مصر، فلا تصدق صورة الغلاف، لم أرتد ملابس الصاعقة في أي يوم في حياتي، ولم أركب دبابة، ولكني أمام الكمبيوتر أسجل انطباعاتي أولا بأول، ومعي أيضاً كلمة الله المعلم الرئيسي لي فكان هذا الكتاب.
لقد رأيت نقاطا كثيرة تسترعي الانتباه لو طبقناها على المستوى الإنساني الفردي أو لمجموعة من البشر لحدثت طفرة في الحياة، بل لتغيرت الحياة بالكامل.
لذلك في هذا الكتاب أنا أدعوك للثورة، فقط اقرأ كل فصل بعناية، الترتيب ليس مهماً فأنا لم أقصد أن أكون مرتباً بطريقة تصاعدية لأنه ببساطة يمكن أن تحتاج إلى بعض هذه الأفكار وليس كلها – حسب الضرورة وحسب الوضع الذي أنت عليه – ولكن لنعرف أن هذا الذي حدث في أيامنا القليلة الماضية، والمستمر إلى الآن نافع جداً لتعليمنا، كيف نثور على أوضاعنا وعلى أنفسنا وعلى كل الجوانب الضعيفة في حياتنا.
قلت لك إني لم أركب دبابة في أي يوم في حياتي، ولكني مارست العديد من الأمور الدفاعية والهجومية أيضاً في الأيام الماضية، لكي تتغير حياتي، وسأتكلم عنها أثناء كلامي عن موضوعي الرئيسي. وموضوعي هو "الثورة"
اقرأ .. أنظر إلى نفسك وطبق .. لاتنسى وأنت تقرأ كل مقال من مقالاتي كوب من الشاي أو فنجان من القهوة وجلسة صحيحة في مكان مضيء، واستعداد للاستيعاب والتفكير .. والتغيير
والله هو المغير
الأسكندرية في 25 فبراير 2011
يتبع