عشاق الله

مسيحية تصوم رمضان

 

مسيحية تصوم رمضان

حمد أبو يونس

الظروف التي نعيشها في هذه الايام، من مشاكل بين الاخوة، وشجار بين ابناء البلد الواحد ان كانت على خلفية طائفية او عائلية، ومشاكل عديدة تحتم علينا ان نشعر بالطمأنينة والهدوء والأمان ولو للحظات لدى سماعنا قصة "الحاجة" ام منصور.

وقصة ام منصور تذكرنا بأيام الأجداد حيث عاش المسلم بجانب اخيه المسيحي بكل حب ومودة واحترام.

وكان المسلم يصوم مع المسيحي وكذا الأمر بالنسبة للمسيحي الذي كان يصوم مع المسلم في حياة مشتركة مليئة بالتفاهم والحب. 

قبل ايام قليلة تعرفت على الحاجة ام منصور اثناء تواجدي في افطار جماعي في نادي المسن اليومي في سخنين وبعد انتهاء الفعاليات الدينية وقفت حاجة وتدعى ام منصور قائلةً :" انا مسيحية واعيش ضمن عائلة مكونة من خمسة خوارنة ومطران واشارك صيام الشهر الفضيل لان الصيام لله وحده"!

وبقيت هذه الجملة تقض مضجعي الى ان وجدت نفسي اسافر الى دير حنا للبحث عنها، عن الحاجة ام منصور، لأجري معها هذا اللقاء الحصري.

انها" الحاجة" رفيقة معلم(ام منصور)، تعيش بالقرب من الكنيسة، استأذنت للدخول، فأذنت لي بذلك فدخلت وكانت جالسة على كرسي الراحة وتشاهد مسلسل" باب الحارة"، فعرفتني على نفسها وقالت :"انا ام منصور معلم حرم الخوري سليم عندي ست بنات وخمس شباب اخذ الله احدهم وانا اسامح به لأن الله اعطى والله اخذ، كذلك لديّ 35 حفيداً وحفيدة، و23 ابناء للاحفاد واسكن في دير حنا ومبسوطة والحمد لله".

(...)
وعن شعورها في ايام الصيام اجابت:" بالرغم من تناولي للادوية اليومية الا انني اكابر على صحتي من اجل صيامي مع المسلمين واكون مرتاحة اخر راحة واكون مبسوطة كثير".

وكيف تصفين العلاقة بين الاسلام والمسيحيين في بلدك دير حنا؟  اجابت ام منصور دون تردد:" اننا نعيش كالاخوة في البلدة ولا نفرق بين المسلم والمسيحي وآمل ان يحذو الجميع حذونا، حذو البلدة دير حنا، حيث العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في البلدة، اساسها المحبة والود والإحترام، وكذلك لا انسى العلاقة في سخنين حيث اشارك في نادي المسن اليومي".

وروت ام منصور قصة حدثت مع احدى بنات الجيران وهي تقول:" كنت يوماً اهم للصعود على درج البيت وبدأ المؤذن يؤذن للصلاة وبدات اردد ما يقوله واذ بفتاة من الجيران تقول لأمها ان الخورية ام منصور اسلمت! فبدأت اضحك وقمت بالشرح لها وافهمتها ان الاذان يدل على ان الله اكبر ولا اله الا الله ففهمت الفتاة ذلك".

وعن خطبة الجمعة قالت ام منصور:" اترك كل اعمالي واجلس على عتبة البيت لاستمع للخطبة صاغية لكل كلمة يقولها الخطيب من كلام الله تعالى.

كذلك فإنني استيقظ على آذان الفجر وأسبح لله ولا أجمل من أن تفعل ذلك في كل صباح وتبدأ يومك بتسبيح وذكر الله تعالى".

ولم تبخل ام منصور من تقديم نصيحة لأبناء مجتمعها قائلةً:" اهم شيئ في الدنيا هو التواضع وهذه كانت نصيحة والدي لي وانا اقوم بنقلها الى جميع ابناء مجتمعي، حيث كان يقول والدي دائما تواضع ترفع وان الله وخلقه لايحبون المتكبرين".

وفي نهاية لقائنا دعت الحاجة ام منصور في نهاية الشهر الفضيل وقرب عيد الفطر قائلة:" " ان شاء الله كل رمضان والجميع بالف خير، وان يعم السعادة والسلام على المنطقة اجمع، واتمنى من الله ان يشفق الزعماء على المسجونين وان يعودوا الى عائلاتهم سالمين، وان يشفي الله كل مريض.. واتوجه في النهاية لجيل الشباب ان يقودوا سيارتهم بتأن وانتباه والانصياع الى القوانين للمحافظة على سلامتهم".
 
انهينا لقاءنا مع رفيقة معلم ام منصور بشعور كله عزة وفخر لوجودها بيننا ولا يسعنا الا ان نقول لها مد الله بعمرك واطعمك الصحة والعافية وحبب الناس فيك. وكل عام وانت والجميع بألف خير.