عشاق الله

تصويب صورة المسيحية والإسلام

 

  جولة للفريق العربي للحوار في أميركا


الحلبي: تصويب صورة المسيحية والإسلام

منذ اطلاقه الميثاق العربي الاسلامي المسيحي تحت عنوان "الحوار والعيش الواحد" عام 2001، وبعد سلسلة من المؤتمرات في السياق عينه، يتابع الفريق العربي للحوار الاسلامي – المسيحي جهوده باتجاه العالم الغربي، وخصوصا الولايات المتحدة التي زارها وفد من الفريق ضم رئيسه القاضي الدكتور عباس الحلبي وامينه العام القس د. رياض جرجور، ومحمد السماك، وكميل منسى، ود. انطوان مسرة، ود. ناديا مصطفى مديرة برنامج الحوار بين الاديان في جامعة القاهرة، وسمير مرقس، وذلك بين 15 نيسان و2 ايار 2005، تلبية لدعوة من الكنائس الاميركية، وبهدف تصويب ما يرسخه الاعلام الاميركي الموجه في اذهان الاميركيين حول وصم الاسلام بالارهاب من جهة، كما لتقديم النموذج الحقيقي للعيش معا بين المسيحيين والمسلمين في المشرق العربي.


اهداف الزيارة وبرنامجها مع بعض الاستنتاجات استطلعتها "النهار" في حوار مع رئيس الفريق القاضي عباس الحلبي.


"اكثر ما يؤلمك غياب الحضور العربي في اظهار ادانة الارهاب حتى ان بعض الاميركيين لا يعلمون ان المسلمين العرب، قيادات وشعوبا، ادانوا احداث 11 ايلول، ثم ان الاعلام الاميركي دأب على ابراز مظاهر الفرح ذات الاسس المتطرفة المتخلفة والتي سخّر الدين فيها لاغراض سياسية ابان هذه المأساة".


بهذه العبارات يستهل الحلبي حديثه مشددا على "ان 11 ايلول شوه صورة المسلم، كما ان رد الفعل عليه شوه ما كان تبقى للسياسة الاميركية من صدقية في الشرق الاوسط. من هنا كان لقاء في تشرين الاول 2003 في لندن جمع الى اعضاء الفريق باحثين غربيين في مجال الحوار الاسلامي المسيحي، واعضاء في كنائس اميركية كالكنيسة المصلحة، والكنيسة المشيخية، وكنيسة المسيح المتحدة، والكنيسة المتودية، تباحثنا خلاله في تداعيات الاذى الذي يلحقه التشويه المبرمج والمفتعل لحقيقة الاسلام وايمان المسلمين من جهة، كما بوصف مسيحيي المشرق العربي باعتبارهم مضطهدين من جهة اخرى. وكان توافق على متابعة الجهود لازالة هذا التشويه. وزيارتنا هذه اتت في اطار اعادة بناء الثقة المهتزة بين العالم العربي والعالم الغربي".


الوفد الذي انقسم الى مجموعتين زار شارلوت في نورث كارولينا، ونيويورك، وواشنطن، وشيكاغو، واورانج كاونتري وباسادينا والاخيرتان ضاحيتان للوس انجلس، وواشنطن دي سي حيث كان متوقعا ان ينضم اليه الدكتور طارق متري الذي سمي وزيرا لكنه عاد من جنيف الى بيروت لتسلم مهماته الوطنية.


اما هدف هذه الزيارات التي اراد فيها الفريق "مخاطبة الفئات المسيحية الاميركية الصامتة، مما يعني شبه استبعاد للمطلعين على الوضع اكانوا متفهمين له على حقيقته وداعمين للقضايا العربية المحقة، ام محورين له بحسب ضغوط وتشويهات اللوبي الصهيوني"، فيقوم على قاعدتين "اولاهما الادلاء بشهادة حية عن حقيقة عيش المسيحيين والمسلمين معا في جو من الود والتعاون في العالم العربي، رغم بعض التوترات التي هي سمة شرعية للتنوع، وثانيتهما تظهير صورة الاسلام والمسلمين الحقيقية بعيدا عن التزييف الذي مارسه معظم الاعلام الاميركي الموجه لتحقيق اهداف واضحة".


يقول الحلبي: "اللقاءات اتت مع جماعات كنسية وجامعات. فكان لقاء في بايولا وكريسال كاتيدرال ونورث وست يونيفرسيتي، وبلاك شورش، والمركز الاسلامي في لوس انجلس وفوللر سمينري، الى لقاءات في شيكاغو، ونيويورك وواشنطن حيث قابلنا اعضاء في الكونغرس الاميركي، وباحثين في الحوار الاسلامي – المسيحي في جامعة جورج تاون. وكان الحضور يُذهَل بما يسمع مستفسرا من ثم في حلقات حوارية، ومرد الذهول انهم يصغون الى امور يجهلونها او قصد تغييبهم عن معرفتها".


وتابع: "حاولنا ترميم تشويه كثيف طاول صورة المسلم، وتصويب ما يسوق من اضطهاد للمسيحيين في الشرق، مؤكدين على ان المواطنة هي في اساس العلاقة المتساوية بين المسيحيين والمسلمين. ثم ان التطرف الاسلامي اول ضحاياه الاسلام المعتدل.
مع الاشارة الى ان الخلاف القائم بين العالم العربي والعالم الغربي، والولايات المتحدة تحديدا، سياسي بامتياز عنوانه المحوري فلسطين المدماة والدعم الاميركي المطلق للتصرفات الصهيونية الوحشية فيها، كما في صميمه العراق المحتل".


واكد الحلبي ان الفريق "بذل جهدا في تغيير الذهنية القائلة بان في صلب العمارة الفقهية الاسلامية ما يدعو الى قتل المسيحيين، مستندا الى نصوص اسلامية في القرآن الكريم والحديث الشريف تدعو الى الحوار بالتي هي احسن مع المؤمنين باليهودية والمسيحية وانبيائهما. والمسيحيون هم اقرب الناس الى المسلمين مودة".


واردف الحلبي: "لم نهدف اطلاقا الى محاولة التعمية على الحقيقة كأن يصار الى ابراز اجزاء منها فقط. ولذلك، وبقدر ما حرصنا على الاضاءة على الممارسات الغربية الخاطئة والسعي لفضحها، لم نتوان عن الاقرار بعدد من الاخطاء التي نرتكبها، نحن المسلمون والعرب، والاقرار ايضا بقصورنا عن تظهير الصورة الحقيقية الكاملة عن انفسنا، وهو ما يسبقنا اليه الآخرون، ليس لانهم على حق، وانما لانهم يحسنون مخاطبة الرأي العام الغربي والتوجه الى مراكز القرار".


واضاف: "هذه بداية كان لافتا فيها تفاعل الشباب. ونحن ننتظر متابعة تعالج تهمة اللاسامية الجاهزة بحقنا عن غير ذي وجه حق. املنا ان يفعل العرب حضورهم الغائب في المحافل الاميركية لمواجهة اللوبي الصهيوني المنظم. ودعني اشير الى ان المجتمع الاميركي متدين تتفاعل صلاته مع الحدث، ولا امكان فيه للفصل بين الديني والسياسي. والمحافظون الجدد يشكلون رأس الحربة في هذا السياق. الاميركيون موجهون اعلاميا الى حد كبير لا بد معه من التساؤل: اين العرب والمسلمون في كل هذا؟".


وختم الحلبي لافتا الى حادثة جرت مع الفريق في كريستال كاتيدرال حيث قال القس روبرت شيللر، وهو احد المحافظين النافذين جدا في الولايات المتحدة، تعليقا على الشهادات التي سمعها: You converted me أفلا تستأهل هذه العبارة تحركا عربيا منظما يبتعد عن الشعارات ويخاطب الغرب بعقلانية الحوار والعيش معا احتراما للانسان خلق الله؟

شبكة الحوار الإسلامي المسيحي