عشاق الله

دعوة «الأخوة الإنسانية» يوم 14 مايو للصلاة والدعاء وفعل الخير من أجل أن يرفع الله الوباء عن البشر

نادر عبد الأمير

لا أظن أن مؤمنا واحدا قد يجادل اليوم في أهمية وقوة الصلاة بالنسبة للإنسان على كافة المستويات الروحية والنفسية والعقلية والجسدية وغيرها. نقرأ في كتاب المزامير (الذي هو كتاب الزبور) العديد من الآيات التي تتحدث عن ذلك مثل الآية «فِي ضِيقِي دَعَوْتُ الرَّبَّ وَإِلَى إِلَهِي صَرَخْتُ فَسَمِعَ مِنْ هَيْكَلِهِ صَوْتِي وَصُرَاخِي قُدَّامَهُ دَخَلَ أُذُنَيْهِ» (مزمور 6:18) والآية «أَنَا دَعَوْتُكَ لأَنَّكَ تَسْتَجِيبُ لِي يَا اللهُ» (مزمور 17: 6) والآية «أُولَئِكَ صَرَخُوا وَالرَّبُّ سَمِعَ وَمِنْ كُلِّ شَدَائِدِهِمْ أَنْقَذَهُمْ» (مزمور 34: 17). وغيرها من الآيات. وهذا الإيمان بقوة الصلاة في فعل الأعاجيب لا يكاد يختلف من عقيدة إلى أخرى، فالمسيحي كما اليهودي كما المسلم يؤمنون جميعا بأهمية ونجاعة الصلاة.

فقد صحَّ عن نبي الإسلام أنه كان إذا أصابه حزن بسبب أمر قام إلى الصلاة (رواه أحمد). كما أنه تكلم في مناسبات عديدة عن أن أحب الأعمال إليه هي الصلاة «اعلموا أن خير أعمالكم الصلاة» (رواه أحمد). وقبله كان السيد المسيح أيضا شديد الإيمان بالصلاة التي كان يعتبرها القوة الأكثر فعالية في حياة المؤمن. فقد كان يصلي في البراري وفوق الجبال وفي الأماكن البعيدة المنعزلة، وكانت صلاته من أجل البشر، الأطفال، والمستضعفين، والمرضى، والمحزونين. كانت حياته عبارة عن صلاة متواصلة.

واليوم ما أحوجنا في ظل ما نعيشه من أزمة وبائية غير مسبوقة في تاريخنا المعاصر، ما أحوجنا إلى الاستعانة بقوة الصلاة والصوم وفعل الخير لاجتياز هذه الجائحة، ما أحوجنا للتضرع إلى الله تعالى ليحفظ البشرية من السيناريوهات السيئة والمفزعة التي يرسمها البعض اليوم عن انتشار الوباء. في هذا الإطار نثمن دعوة "اللجنة العليا للأخوة الإنسانية" المنطلقة من الإمارات العربية المتحدة لصلاة عالمية جماعية كبادرة عظيمة وموحدة للقلوب والعقائد في مواجهة الوباء الشرس. فقد دعت "اللجنة العليا للأخوة الإنسانية" جميع القادة الدينيين حول العالم وكذا جموع الناس عموما للصلاة والصيام والدعاء من أجل أن يرفع الله الوباء عن البشر، وأن يوفق العلماء والأطباء فى الوصول إلى الدواء القاضي على فيروس (كورونا) المستجد. وحددوا كتاريخ لتلك الصلاة العالمية غدا الخميس 14 أيار (مايو) من هذه السنة 2020. ومما جاء في نص الدعوة التي صدرت بـ 14 لغة هي العربية، الإنجليزية، الصينية، الإسبانية، الألمانية، الإيطالية، الفرنسية، الفارسية، العبرية، التركية، الأردو، البشتو، السواحلية، والإندونيسية:

«إخوتنا المؤمنين بالله الخالق، إخوتنا في الإنسانية في كل مكان.. يواجه عالمنا اليوم خطراً داهماً يهدد حياة الملايين من البشر حول العالم، بسبب الانتشار المتسارع لفيروس كورونا (كوفيد 19)، وإننا إذ نؤكد إيماننا بأهمية دور الطب والبحث العلمي في التصدي لهذا الوباء، فإننا لا ننسى أيضاً أن نتوجه إلى الله الخالق في هذه الأزمة الكبيرة، ولذا فإننا ندعو كل الناس، في جميع أنحاء العالم، أن يتوجهوا إلى الله بالصلاة والصوم والدعاء، كل فرد في مكانه، وعلى حسب دينه أو معتقده أو مذهبه، من أجل أن يرفع الله هذا الوباء، وأن يغيثنا من هذا الابتلاء، وأن يلهم العلماء لاكتشاف دواء يقضي عليه، وأن ينقذ العالم من التبعات الصحية والاقتصادية والإنسانية جراء انتشار هذا الوباء الخطير»

الخميس 14 أيار (مايو) يوما للدعاء والصلاة وفعل الخير
ومعلوم أن «اللجنة العليا للأخوة الإنسانية» تضم تسعة أعضاء ينتمون للدول الآتية: دولة الإمارات وإسبانيا و إيطاليا وجمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأميركية وبلغاريا، وتتمثل المهمة الأساسية للجنة العليا التي هي لجنة دولية مستقلة في نشر قيم الأخوة الإنسانية والتعايش السلمي بين جميع الناس من مختلف الأديان والخلفيات والقوميات على مستوى العالم، وتهدف جهودها إلى تحقيق ذلك من خلال عقد الاجتماعات مع القيادات الدينية ورؤساء المنظمات الدولية وغيرهم لتشجيع المبادرات التي من شأنها نشر السلام بين جميع الشعوب.

فتحية لمنظمة «الأخوة الإنسانية» ولدولة الإمارات العربية المتحدة، ولنكن في الموعد غدا الخميس 14 داخل بيوتنا مشاركين بصلواتنا ودعواتنا وصيامنا، واقفين وقفة رجل واحد، موحدين الرؤية والهدف على باب الله تعالى في مواجهة هذا الفيروس الذي بات اليوم العدو الأول والحقيقي للبشرية.