عشاق الله

نوتردام… شعلة إيمان في الظلام

اندلعت حرائق الأمس في كل من المسجد الأقصى في القدس وكاتدرائية نوتردام في باريس. لكن الحريق في غرفة صلاة المرواني في المسجد كان بسيطًا وتم إخماده بسرعة بواسطة فرقة إطفاء الوقف الإسلامية.

الحريق في نوتردام كان أشد بكثير، وكانت رؤية هذا المبنى الديني الجميل ذات الأهمية التاريخية وهو يحترق وينهار برجه فظيعة ومؤلمة.

ورغم انني لست كاثوليكيًا، ولا فرنسيًا لكن المنظر كان بالفعل حزينا جدا. اما رؤية الباريسيين يغنون التراتيل في الشوارع فكانت مؤثرة جدا.

كتب أحد أصدقائي:

«١٠٠ عام للبناء، و ٨٠٠ عام من الشهود، وساعة واحدة للحرق: الأسبوع المقدس، ٢٠١٩. - رمز الألف عام من التاريخ المسيحي والعبادة تم محوه في غضون ساعة أو ساعتين. - ولكن ليس تماما ... »

لقد وجدت ذلك مقلقًا. كما لو أن جوهر المسيحية مرتبط بالحجر والتاريخ أو الثقافة. لم بفقد أحد حياته في الحريق. أصيب رجل اطفاء واحد واثنين من ضباط الشرطة.

بما أن المسجد احترق أيضا فهل ينطبق إذا هذا القول على الإسلام؟ هل المسيحية والإسلام مرتبطتان بطريقة ما في يوم الحريق هذا؟ رؤية النار في المنام تعني اختبار لتغييرات كبيرة في حياة المرء أو التشوق الى الملذات الدنيوية. هل يعني كلاهما في ضلال؟

لست معصوما عن الخطأ لكنني اكتشفت ان تعلقنا بالأشياء الأرضية الزائلة يجب أن يكون بسيطا. نحن هنا لفترة محدودة، وبحاجة إلى التركيز على ما له قيمة أبدية.

كانت هذه هي كلمات رئيس أساقفة كانتربري
صورة عميقة لنوتردام في أسبوع الآلام.
« وَالنُّورُ يُضِيءُ فِي الظُّلْمَةِ، وَالظُّلْمَةُ لَمْ تُدْرِكْهُ» يوحنا 1:5

كانت هذه هي كلمات رئيس أساقفة كانتربري، أحد القادة في العقيدة المسيحية. بدا رده مناسبا يذكرني بعبارة أحبها ... "أضئ نورا، لا تلعن الظلام".

حدث شيء مريع هذا الأسبوع في أوروبا وفي أحد أقدس الأماكن عند الإسلام، لكن الحمد لله لم يمت أحد. هذا الأسبوع هو الأسبوع الذي يتذكر فيه المسيحيون أن الله أرسل المسيح ليموت. لم يكن صدفة؛ لقد كانت خطة الله أنه مات فدية حتى يتسنى لنا قضاء الأبدية مع أبانا السماوي.

إذا كانت بضع ساعات من النيران تكفي للقضاء على ألف عام من التاريخ والعبادة المسيحية أو ألف سنة من التاريخ والعبادة الإسلامية، فلا قيمة لهما. اما إذا استطاعت شموع الإيمان المضاءة حول العالم أن تقرب الناس من الله، فقيمتها أكثر من ألف كنيسة أو مسجد. جاء المسيح ليكون تلك الشمعة. لقد جاء لإعادة صلة الإنسان بالله.