النجاة من النار. العشرة الثالثة من رمضان. بماذا يهتم الله بالفعل؟
اَللَّهُمَّ أَجِرْنِي مِنَ النَّارِ
هويتنا تحدد تصورنا عن الله وتصورنا عن الله يحدد هويتنا. إنه من المؤكد أن الله مهتم بوجهتنا. لكن هل نقطة الانطلاق كمحامي ترى الله كقاضٍ؟
أَحْضَرَ الْفُقَهَاءُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ امْرَأَةً ضَبَطُوهَا وَهِيَ تَزْنِي، وَأَوْقَفُوهَا قُدَّامَ الْجَمِيعِ وَقَالُوا لَهُ: ”يَا مُعَلِّمُ، هَذِهِ الْمَرْأَةُ ضُبِطَتْ وَهِيَ تَرْتَكِبُ الزِّنَا. وَمُوسَى أَوْصَانَا فِي الشَّرِيعَةِ أَنَّ مِثْلَ هَذِهِ نَقْتُلُهَا بِالرَّجْمِ، فَمَاذَا تَقُولُ أَنْتَ؟“
قَالَ لَهُمْ: ”مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلَا خَطِيئَةٍ، فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَنْ يَرْمِيهَا بِحَجَرٍ.“ فَلَمَّا سَمِعُوا هَذَا، اِنْصَرَفُوا الْوَاحِدُ بَعْدَ الْآخَرِ، اِبْتِدَاءً مِنَ الشُّيُوخِ. وَبَقِيَ عِيسَى وَحْدَهُ وَالْمَرْأَةُ وَاقِفَةٌ وَسْطَ السَّاحَةِ. فَاعْتَدَلَ عِيسَى فِي جَلْسَتِهِ وَقَالَ لَهَا: ”يَا امْرَأَةُ أَيْنَ الَّذِينَ اشْتَكُوا ضِدَّكِ؟ أَلَمْ يَحْكُمْ عَلَيْكِ أَحَدٌ مِنْهُمْ؟“ قَالَتْ: ”لَا يَا سَيِّدِي.“ فَقَالَ لَهَا عِيسَى: ”وَلَا أَنَا أَحْكُمُ عَلَيْكِ. اِذْهَبِي وَلَا تَرْجِعِي إِلَى الْخَطِيئَةِ.“
عندما قدموا إليه امرأة ممسوكة في خطية طبقا للقانون يتم الحكم عليها بالرجم حتى الموت. أول كل شيء أشار يسوع إلى أننا جميعًا خطاة ولم يحكم علينا بالموت، بل أثنى عليها أن "اذهبي ولا تخطئي أيضًا"
ونحن نتطلع إلى ليلة القدر يجب علينا أن نركز على ابتعادنا عن الخطأ (نذهب ولا نخطيء أيضًا) أكثر من الحكم على الخطأ. نحن نطلب قوة الله أن تساعدنا أن لا نخطيء ثانيةً. ولهذا أعطانا المسيح الوعد بـ:
وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الْأَبِ، فَيُعْطِيكُمْ مُعِينًا آخَرَ يَبْقَى مَعَكُمْ إِلَى الْأَبَدِ، ذَلِكَ هُوَ رُوحُ الْحَقِّ، الَّذِي لَا يَقْبَلُهُ أَهْلُ الْعَالَمِ لِأَنَّهُمْ لَا يَرَوْنَهُ وَلَا يَعْرِفُونَهُ. أَنْتُمْ تَعْرِفُونَهُ لِأَنَّهُ مَعَكُمْ، وَسَيَكُونُ فِيكُمْ.
لذلك ونحن ننتظر قوة الله نسأله لا أن ينقذنا من النار، لكن نسأله أن يملأنا بالروح القدس كما وعدنا:
"يا الله، أعلم أنك تحبني، من فضلك املأني بروحك القدوس حتى يمكنني أن أعيش لك ولك وحدك"
وَلَمَّا جَاءَ يَوْمُ الْخَمْسِينَ، كَانَ كُلُّ الْمُؤْمِنِينَ مُجْتَمِعِينَ مَعًا فِي مَكَانٍ وَاحِدٍ. وَفَجْأَةً حَدَثَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ كَأَنَّهُ صَوْتُ رِيحٍ عَاصِفَةٍ، وَمَلَأَ الدَّارَ كُلَّهَا حَيْثُ كَانُوا مَوْجُودِينَ. وَظَهَرَتْ لَهُمْ أَلْسِنَةٌ كَأَنَّهَا مِنْ نَارٍ، وَتَوَزَّعَتْ وَاسْتَقَرَّتْ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ. وَامْتَلَأُوا كُلُّهُمْ بِالرُّوحِ الْقُدُّوسِ، وَأَخَذُوا يَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ أُخْرَى كَمَا أَعْطَاهُمُ الرُّوحُ أَنْ يَتَكَلَّمُوا.