عشاق الله

هويتي

هل سبق لك أن نظرتَ من فوق المسرح أثناء حفلٍ موسيقي، ورأيت الجمهور كلّه يشغّل أضواء هواتفهم، فيتحوّل المسرح إلى بحرٍ من الأنوار؟ ترى الضوء يرقص ويتمايل في كل أنحاء القاعة. في تلك اللحظة تشعر بأنك جزء من شيء أكبر بكثير من نفسك. ثم عندما تنتهي الأغنية تنطفئ الأضواء مثل موجة تجتاح الجمهور. تخيَّل كيف سيكون شعورك لو أن بطارية هاتفك كانت قد نفدت ولم تستطع أن تضيء نورك.

المسيح قصّ قصة عن مصابيح في الظلام، وعن وصيفاتٍ يستعدِدْنَ لوصول العريس. قبل 2000 سنة كانت الوصيفات بحاجة إلى الزيت ليُضيئن مصابيحهن.

فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ، يَكُونُ ظُهُورُ مَمْلَكَةِ اللهِ مِثْلَ 10 بَنَاتٍ أَخَذْنَ مَصَابِيحَهُنَّ وَخَرَجْنَ لِلِقَاءِ الْعَرِيسِ.  وَكَانَتْ 5 مِنْهُنَّ جَاهِلَاتٍ، وَ5 عَاقِلَاتٍ.  فَأَخَذَتِ الْجَاهِلَاتُ مَصَابِيحَهُنَّ وَلَمْ يَأْخُذْنَ مَعَهُنَّ زَيْتًا. ‏ أَمَّا الْعَاقِلَاتُ فَأَخَذَتْ كُلُّ وَاحِدَةٍ زَيْتًا فِي إِنَاءٍ مَعَ مِصْبَاحِهَا.  وَأَبْطَأَ الْعَرِيسُ، فَنَعِسْنَ جَمِيعًا وَنِمْنَ. ‏ وَعِنْدَ نِصْفِ اللَّيْلِ، عَلَا الصِّيَاحُ:

الْعَرِيسُ قَادِمٌ! اُخْرُجْنَ لِاسْتِقْبَالِهِ!‘ ‏

فَقَامَتِ الْبَنَاتُ الْـ10 وَهَيَّأَتْ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِصْبَاحَهَا.  فَقَالَتِ الْجَاهِلَاتُ لِلْعَاقِلَاتِ:

أَعْطِينَنَا مِنْ زَيْتِكُنَّ، لِأَنَّ مَصَابِيحَنَا تَنْطَفِئُ.‘

 ‏ فَأَجَابَتِ الْعَاقِلَاتُ:

لَا، فَرُبَّمَا لَا يَكْفِي لَنَا وَلَكُنَّ. مِنَ الْأَفْضَلِ أَنْ تَذْهَبْنَ إِلَى الْبَيَّاعِينَ لِشِرَاءِ مَا تَحْتَجْنَ إِلَيْهِ.‘ ‏

 وَبَيْنَمَا هُنَّ ذَاهِبَاتٌ لِلشِّرَاءِ، وَصَلَ الْعَرِيسُ. فَدَخَلَتِ الْمُسْتَعِدَّاتُ مَعَهُ إِلَى حَفْلِ الْعُرْسِ، وَأُقْفِلَ الْبَابُ. ‏وَبَعْدَ فَتْرَةٍ، جَاءَتْ بَاقِي الْبَنَاتِ وَقُلْنَ:

يَا سَيِّدُ، يَا سَيِّدُ، اِفْتَحْ لَنَا.‘

  فَأَجَابَ الْعَرِيسُ:

أَقُولُ لَكُنَّ الْحَقَّ، أَنَا لَا أَعْرِفُكُنَّ.‘

فَاسْهَرُوا إِذَنْ، لِأَنَّكُمْ لَا تَعْرِفُونَ الْيَوْمَ وَلَا السَّاعَةَ.