عشاق الله

سجن العار

في العالم الناطق بالعربية، يعاني الناس من العار. إنها مشكلة عالمية، ولكن الثقافة في الشرق الأوسط تجعل الأمور أسوأ. إنه يصبح نوعًا من السجن بالنسبة لنا، يقيد حياتنا برمتها. غالبًا ما يكون العار هو بسبب شيء مخفي، ونعيش بخوف من أن يصبح معروفًا في مجتمعنا.

في بعض الأحيان، يكون العار بسبب ما يُعتقد أنه علاقة غير مناسبة، مما يمكن أن يؤدي إلى جريمة قتل شرف ودفن الفتاة في الصحراء. في بعض الأحيان، يكون العار بسبب قرارنا باتباع المسيح مما يؤدي إلى رفض عائلتنا وتهديدًا بالقتل. في بعض الأحيان، يكون العار بسبب سلوك العائلة في المنزل، حيث يكونون يصيحون ويغضبون من بعضهم البعض. بغض النظر عن السبب، يشعر الأشخاص بأنفسهم محاصرين بالعار، إنه كأنهم في سجن بدون القضبان المعدنية.

العار هو العكس التام للشرف. بعض الأشخاص يرون أن المسيح فقد شرفه وامتلأ بالعار لأنه بدلاً من القهر على من يعارضونه، سمح لهم بقتله. سمح لهم بقتله بطريقة مروعة، كما أظهره الفيلم "مأساة المسيح" بوضوح. تم خيانته من قبل أحد أقرب أصدقائه للسلطات الدينية. تم اتهامه بجرائم لم يرتكبها وشهود كاذبون تم استدعاؤهم للشهادة ضده. تم نقله إلى السلطات الرومانية حيث كان لديه فرصة لتبرئة اسمه ولكنه قبل العار وتعرض للضرب حتى كاد يفقد حياته. ثم أُجبر على حمل آلة موته وتم تعليقه على الصليب. كانت وفاته مروعة حيث يموت الشخص بسبب الاختناق غير قادر على دعم نفسه أثناء تعليقه.

الآن هنا حيث تكون الأمور مربكة. تحمل العار في هذا العالم يعني اتباع الشرف في طريق الله. منذ البداية، أنشأ الإنسان العار. فكر في البشر الأوائل الذين أكلوا الثمرة الممنوعة واكتشفوا أنهم عراة وأصيبوا بالعار. فكر في موسى، بطل إيمان كبير يعاني مما نسميه "القلق الاجتماعي" اليوم. تم أخذ موسى من والديه وهو رضيع وتبنته ابنة فرعون. كان مشددًا بين هويتين، مصرية وإسرائيلية. قتل مصريًا وفر من مصر. ثم انتدبه الله للعودة إلى مصر. أعرب موسى عن خوفه من العار والخزي.

ثم فكر في الملك داود. كان موسيقيًا مشهورًا، شاعرًا أسطوريًا، محاربًا شرسًا، وأكثر ملك محبوب في تاريخ إسرائيل. رأى بثشبع وهي تأخذ حمامًا تطهيريًا وفقًا لقانون دينهم. أرسل داود لها وكان لديهم علاقة أدت إلى حملها. ثم وجد داود وسيلة لقتل زوجها! ناثان، نبي الله، واجه داود. سقط داود في فترة من العار، فشل في معظم واجباته كملك. كان رجلاً يبحث عن قلب الله الخاص به، وقد تاب بعمق عن خطيته. كان مخجلاً ومذنبًا. اعترف بخطيته، وتاب عن أفعاله الخاطئة.

النقطة الرئيسية في هذه القصص الثلاث هي أن الجميع يرتكب أخطاءً. ليس هناك أحد منا قد عاش حياة بلا خطيئة ولا عيب... إلا المسيح. وقد تحمل على عاتقه العار الخاص بنا جميعًا. لماذا؟ لكي يمكن من خلاله معالجة عارنا واستعادة العلاقة المكسورة والبعيدة مع الله. سيصبح الله أبًا لنا في السماء. تم تدمير سجن العار.