
مراحل صلتي بسيدنا عيسى المسيح
نادر عبد الأمير
مقالي في هذا الموسم سيكون شبيها سيئا ما بشهادة عن صلتي بسيدنا عيسى، وكيف يمكن أن نبني مثل هذه الصلة ونتعهد نموها. طبعا هناك شخصيات كتابية وقرآنية أيضا نعجب بها أكثر من غيرها، وكشخص قادم من خلفية إسلامية كانت دائما تشدني شخصية سيدنا عيسى، حتى من خلال أوصافه العامة في القرآن الكريم، وما أكثر الآيات التي تتحدث بمحبة عظيمة في هذا الكتاب. ألم يخبر القرآن الكريم عنه أنه وجيه في الدنيا والآخرة. لكنني عندما تعمقت في تفاصيل حياته من خلال الإنجيل الشريف ازددت محبة والتصاقا وقربا منه، وكم أود لو يلمس غيري عظمة هذه الصلة العجيبة بهذا الشخص العظيم. وفيما يلي أقدم أطوار تعرفي وقربي من سيدنا عيسى المسيح:
- تجربة الكلام مع سيدنا عيسى
نقرأ في الإنجيل أن أحد تلاميذ المسيح الاثني عشر واسمه فيليبوس خاطب السيد المسيح قائلا: «يا سيد أرنا الآب (الله) وكفانا. قال له يسوع أنا معكم زمانًا هذه مدته ولم تعرفني يا فيلبس. الذي رآني فقد رأى الآب (الله) فكيف تقول أنت أرنا الآب؟! ألست تؤمن إني أنا في الآب والآب فيَّ» (يو14: 8-10).
يجب أن نتذكر أن الله هو الآب أي الأب، وأننا حين نتكلم معه فإننا نتكلم باسم سيدنا عيسى كلمته الحق التي لا ريب فيها ومع سيدنا عيسى في نفس الآن، لذلك علينا أن نتكلم كما يتكلم الطفل مع أبيه بكل أمان ومحبة وثقة. لقد علمنا السيد المسيح في الصلاة الربانية أن نجأر إلى الله بالصلاة قائلين: «أبانا الذي في السموات». وأن نطرح أمامه جميع احتياجاتنا الروحية والمادية: «اسألوا تعطوا اطلبوا تجدوا، اقرعوا يفتح لكم» (متى 7: 7)، ولكن ينبغي أن نعطي الأولوية للاحتياجات الروحية: "اطلبوا أولاً ملكوت الله وبره والباقي يزاد لكم»(متى 6: 33). كما ينبغي أن نتكلم مع الله بشكل مستمر: «صلوا كل حين، صلوا ولا تملوا» (لوقا 18: 1)،لأن من يحب شخصا يكثر من الحديث معه. شخصيا كانت لا يبارحني ذكر سيدنا عيسى وأنا أمام عرش الله في صلواتي.
- الإصغاء إلى سيدنا عيسى
الكلام لذيذ وجميل مع سيدنا عيسى، لكن أجمل منه وألذ أن نصغي إليه هو لأن ما يقوله لنا أكثر فائدة لنا مما نقوله نحن له أو عنه. وللإصغاء لصوت سيدنا عيسى تنبغي المواظبة على ثلاثة أشياء أساسية، وهي 1 قراءة الإنجيل والتركيز على كلام سيدنا عيسى لتلاميذه أو للآخرين حوله، 2 والخلوة، 3 والصمت. وقد مارستها جميعا في هذا الترتيب فكان لها الأثر العظيم على حياتي الروحية والمادية أيضا.
- العمل بما نؤمن به عن سيدنا عيسى
يقول سيدنا عيسى: «ليس كل من يقول لي: يا رب يا رب يدخل ملكوت السموات بل من يعمل إرادة أبي الذي في السموات» (متى 7: 21). فالعالم يثق في من يعيش كلام الله، وليس فقط من يعرف كلام الله وقد يقوم بتعليمه. سيان بين هذا الأمر وذاك. العالم بحاجة إلى الممارسة والتطبيق والحياة أكثر مما هو بحاجة إلى النظريات واللاهوتيات. وهدف سيدنا عيسى كان دائما أن نعطي للعالم المثل والقدوة الصالحة من خلال أعمالنا لا من خلال أقوالنا: «ليرى العالم أعمالكم الصالحة ويمجدوا أباكم الذي في السموات» (متى 5: 16)
- الدعوة
عندما نمتليء بكلمة الله، ونعيشها في حياتنا اليومية لا نملك بعد ذلك سوى نبشر بها وندعو الآخرين لها فتأتي بفضل ذلك صادقة تدخل القلوب الناس دون عناء. علينا التبشير والدعوة بحياتنا قبل كلماتنا لأن مسحة القداسة على وجوهنا أكثر تأثيراً في القلوب من الفصاحة في التبشير والدعوة.