عشاق الله

الصوم امتلاء من الروح

الصوم امتلاء من الروح

 

 

 

عندما خلقنا الله في جنة الفردوس جعلنا بقربه لكننا بإرادتنا سقطنا في شخص آدم وحواء، لكن صورة الله بقيت فينا وإن كنا قد شوهناها، وبقي صوته بداخلنا يهدينا ويرشدنا إليه. لهذا السبب نحن نسعى دائماً لكي نكون مع الله. وسعينا هذا هو جوهر سبيل رجوعنا إلى الله الذي تركناه، لا بل عصيناه. ومن جواهر هذا الرجوع من القنوات التي يمكن استخدامها لذلك كالصوم والصلاة.

فالصوم امتناع عن الملذات للامتلاء من الروح الذي نفخ في التلاميذ وحولهم من صيادين للسمك إلى حواريين كبار. الصوم هو وسيلة من وسائل الإحاطة بالبشرى التي من أجلها جاء السيد المسيح. ليس قولا فحسب بل بممارستها فعلا كما يقول المطران جورج خضر: "هناك فارق بين الإيمان وممارسة الإيمان"

إن الإنسان يتحول في فترة الصيام إلى فردوس أرضي يلهج بالله ليلاً نهاراً، ويتحول الرب من معبود في السماء إلى معشوق أرضي أيضاً لأن الصيام هو فترة جهاد واجتهاد تجعلنا نشعر بحضور الله وكأنه معنا وبيننا ليس فيما كان فقط بل فيما هو كائن وما سيكون. 
واجتهاد الإنسان هذا هو انعكاس لرغبة حقيقية في أن يسير على خطى السيد المسيح ليسبر بعضا من قوته، إذ كما صام السيد المسيح أربعين يوماً معلماً إيانا أهمية السعي والعبادة لله.