مصطلحات التصوف كما وردت في الرسالة القشيرية
الوقت: وهو الزمان.
قال الصوفية: "الوقت أعز الأشياء عليك، فاصرفه في أعز الأشياء عليك الله رب العالمين".
وقيل: "يريدون بالوقت ما يصادفهم من التصريف لهم دون ما يختارون لأنفسهم".
وقيل: " واجعل لكل وقت شغلا وعملا ينفعك وإلا فقد يشغلك بما لا ينفعك".
المقام: الإقامة والمنزلة.
وهو ما يتحقق به العبد بمنازلته من الآداب، وما هو مشتغل بالرياضة له.
وشرطه أن لا يرتقى من مقام إلى مقام آخر ما لم يستوف أحكام ذلك المقام فان من لا قناعة له لا يصح له
التوكل، ومن لا توكل له لا يصح التسليم، ومن لا توبة له لا تصح له الإنابة، ومن لا ورع له لا يصح له الزهد.
الحال: قيل: هو معنى يرد على القلب من غير تعمد ولا اجتلاب اكتساب من طرب أو حزن أو بسط أو فيض أو شوق أو انزعاج أو هيبة أو اهتياج فالأحوال مواهب والمقامات مكاسب.
القبض والبسط: وهما حالتان بعد ابتعاد العبد عن حالتي الخوف والرجاء فالقبض للعارف بمنزلة الخوف للمبتدئ بالطريق إلى الله والبسط للعارف بمنزلة الرجاء للمستأنف. ومن أدنى موجبات القبض أن يرد على قلبه وارد موجبه إشارة إلى عتاب أو رمز باستحقاق تأديب فيحصل في القلب قبض. وقد يكون موجب بعض الواردات إشارة إلى تقريب أو إقبال فيه لطف وترحيب فيحصل للقلب بسط.
يقول الجنيد: "الخوف من الله يقبضني والرجاء منه يبسطني والحقيقة تجمعني والحق يفرقني".
الوجد: ما يصادف قلبك ويرد عليك بلا تكلف. قال المشايخ: "الوجد هو المصادفة والمواجيد ثمرات الأوراد". وسئل الشبلي:هل تظهر أثار صحة الوجد على الواجدين فقال:"نعم نور يزهر مقارنا لنيران الاشتياق فتلوح على الهياكل آثارها".
الغيبة والحضور: غيبة القلب وحضوره.
فالغَيبة هي غيبة القلب عن علم ما يجري من أحوال الخلق لاشتغال الحس بما ورد عليه ثم يغيب إحساسه بنفسه وبغيره بوارد من تذكر ثواب أو تفكر عقاب. ويقال لرجوع العبد إلى إحساسه بأحوال نفسه وأحوال الخلق إنه رجع عن غيبته فهذا يكون حضورا بخلق والأول يكون حضورا بحق وقد تختلف أحوالهم في الغيبة فمنهم لا تطول غيبته ومنهم من تدوم غيبته. وروي عن علي بن الحسين زين العابدين أنّه كان في سجوده فوقع حريق في داره فلم ينصرف عن صلاته فسئل عن حاله فقال: "ألهتني النار الكبرى عن هذه النار".
المحاضرة والمكاشفة والمشاهدة : فالمحاضرة حضور القلب ثم بعدها المكاشفة وهي حضوره بنعت البيان ثم المشاهدة وهي الحضور من غير بقاء تهمة.
ويقال: المشاهدة ما قاله عمرو بن عثمان المكي رحمه الله أنّه تتوالى أنوار التجلي على قلبه من غير أن يتخللها ستر وانقطاع كما لو قدر اتصال البروق.
القرب والبعد: فالقرب هو القرب من طاعته والبعد هو التدنيس بمخالفته والتجافي عن طاعته.
فقرب العبد أولا بإيمانه وتصديقه ثم قربه من الحق بإحسانه وتحقيقه ولا يكون قرب العبد القرب المعنوي من الحق إلا ببعده عن الخلق وهذه من صفات القلوب دون أحكام الظواهر والكون وأول البعد بعد عن التوفيق ثم عن التحقيق، وأما القرب بالذات فتعالى الله الملك الحق عنه فإنه متقدس عن الحدود والأقطار والنهاية والمقدار، ما اتصل به مخلوق وما انفصل عنه حادث مسبوق.
الشريعة والحقيقة: فالشريعة التزام بالعبودية والحقيقة طريقة الوصول فكل حقيقة غير مقيدة بالشريعة فأمرها غير مقبول فالشريعة قيام بالأمر والحقيقة شهود لما قضى وقدر وأخفى وأظهر.