عشاق الله

أقوال في الجهاد

  أقوال في الجهاد

نقرأ في القرآن الكريم هذه الآية من سورة العنكبوت: ( والذينَ جاهدوا فينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ) . ، وهي سورة مكية ، ومن المعلوم أن جهاد الكافرين شرع في المدينة المنورة ، وهذا يدل على أن المراد من الجهاد هنا جهاد النفس .
والدليل على جهاد النفس من السنة ما أخرجه الترمذي في كتاب فضائل الجهاد ـ وقال حديث حسن صحيح ـ عن فضالة بن عبيد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " المجاهد من جاهد نفسه في الله " رواه الترمذي ، وفي روايةٍ ( لله )
وقال الإمام ابن القيم: "علَّق سبحانه الهداية بالجهاد: فأكمل الناس هدايةً أعظمهم جهادا: وأفرض الجهاد جهاد النفس وجهاد الهوى وجهاد الشيطان وجهاد الدنيا، فمن جاهد هذه الأربعة في الله هداه الله سبل رضاه الموصلة إلى جنَّته، ومن ترك الجهاد فاته من الهدى بحسب ما عطَّل من الجهاد".

وقال أبو علي الدقاق :من زيَّنَ ظاهره بالمجاهدة ، حسّن الله سرائره بالمشاهدة . قال الله تعالى : ( والذينَ جاهدوا فينا لنهدينهمْ سُبُلنا ) واعلم أنه من لم يكن في بدايته صاحب مجاهدة لم يجد من هذه الطريقة شمّة ) .

وقال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري : إن نجاة النفس أن يخالف العبد هواها ، ويحملها على ما طلب منها ربها .

وقال الإمام البركوي : المجاهدة : هي فطم النفس وحملها على خلاف هواها في عموم الأوقات ، فهي بضاعة العبّاد ، ورأس مال الزهاد ومدار صلاح النفوس وتذليلها ، وملاك تقوية الأرواح وتصفيتها ، ووصولها إلى حضرة ذي الجلال والإكرام .

وقال الإمام البوصيري:
والنفسُ كالطفلِ إنْ تُهملهُ شبَّ على
حُبِّ الرضاعِ وإنْ تفطمهُ ينفطم

-------------------