عشاق الله

الفيسبوك وثورة الشباب

الفيسبوك وثورة الشباب

أخذ دور "فيسبوك" يتعاظم شيئا فشيئا حتى تحوّل إلى وكالة أنباء مباشرة وهائلة وأخطبوطية، يَسَّرت تواصل الشباب مع بعضهم البعض، وقرّبت المسافات بينهم في مختلف جهات العالم، كما اختزلت آلاف الكيلومترات التي تفصل بلدا عن آخر، وذلك بشكل لم يسبق له نظير في التاريخ.

  في تونس، في مصر، وفي بلدان عربية أخرى صار موقعا "تويتر" و"فايس بوك"، أداتين أساسيتين لتحريك وحشد الجماهير وصياغة الشعارات والإعلان عن مواقع التجمعات ومواقيتها، حيث استطاعت الحركات الاحتجاجية الشبابية أن تحشد تأييدا واسعا جدا لدى الشباب والطبقات المجتمعية المتضامنة، خصوصا الطبقات الوسطى، وذلك من خلال المجموعات الاجتماعية المختلفة على الانترنت، وهو ما شكل تجاوزا لحركات الاحتجاج والمعارضة التقليدية، وطرحا جديدا لمفهوم هذه الأخيرة.

كما صحح الفيسبوك الصورة النمطية عن أجيال الشباب العربي الجديد بأنها أجيال خانعة ومستهترة. فهؤلاء الشباب استطاعوا أن يبرهنوا اليوم في الشوارع والساحات العامة، ومن خلال المشاركات والتعليقات والتحقيقات على المواقع الاجتماعية أنهم لم يكونوا يوما شبابا خانعا بليدا، وأن اهتمامهم بالإعلام الأجنبي والأفلام والكليبات والأنترنيت لم تغيّب أبدا عقلوهم، ولم تجعلهم ينسون أو يبتعدون أو يتغافلون عن القضايا المصيرية لشعوبهم وأوطانهم... إن هذه الثورات والحركات الاحتجاجية تسجل اليوم الميلاد الفعلي لحساسية ووعي جديدين فيما يخص مجموعة من المفاهيم السياسية والاجتماعية الأساسية كالدولة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والشفافية السياسية، وغيرها. وهي أمور لن تزيدنا إلا إيمانا وتفاؤلا بالشباب ومستقبل الدول الأوطان  نادر عبد الأمير