عشاق الله

نفسك في إيه يا أخ محمود؟ إن كل النصاري يبقوا مسلمين

  "محمود" شاب مصري مسلم يدرس الهندسة.. يعني في يوم هيكون مهندس أد الدنيا، تعالى معي لأعرفك أكثر على "محمود" فهو يهوى في وقت فراغه دعوة "النصارى" -على حد تعبيره- إلى الإسلام.. يبحث عنهم في غرف الدردشة والبال توك وغيرهما ويتحدث معهم عن سماحة الإسلام وعظمة الإسلام وجمال الإسلام

لكن لماذا يفعل "محمود" ذلك؟ عندما سألته هذا السؤال قال لي: حتى يهتدوا إلى الحق.. والإسلام هو الحق..
لكن يا محمود الله سبحانه نفسه أراد أن يكون هناك إختلاف على الأرض وأديان عديدة فمن أنت لتجعل كل الناس "مسلمين" قال لي: دعوة النصارى للإسلام واجب على كل مسلم، أنا أحلم بمجتمع كل من فيه مسلمين!!

غريب "محمود".. غريب إلى حد كبير.. فقد تفرغ تماماً لهذه المهمة.. نسى أن عليه أن يقرأ ويجتهد في الحياة ويهتم بنفسه وبمجتمعه نسى كل ذلك وتفرغ فقط لدعوة "النصارى إلى الإسلام.. نسى "محمود" أن الأفضل هو أن يدعوا المسلمين أنفسهم إلى الإسلام.. فهم أبعد ما يكونوا عن تعاليم هذا الدين.. نسى "محمود" أنه لن يستطيع أبداً أن يقنع الآخر بدين أغلب ناسه متخلفين.. متنطعين.. منافقين.. لا يهتمون بالحياة الدنيا ويكتفون فقط بدعوة "النصارى" إلى الإسلام!!

ولكن لماذا أكتب عن "محمود"؟ الإجابة ليست "تونس" :) بل السبب هو أن "محمود" قرر أن يتفرغ لي.. يترك كل أموره في محاولة لأن يهديني أنا، بصفتي "عدو للإسلام" على حد تعبيره.. وأصبح يبحث عن أي شخص تعجبه أفكاري ليقنعه أن يبتعد عني ويثبت له بالدليل القاطع أنني "ملحد وعدو للدين" وعندما أسأله لماذا تفعل ذلك يقول لي: مهمتي في الفترة القادمة أن أحمي الشباب المسلم من أمثالك أعداء الدين!!

يظن "محمود" طوال الوقت أن طريقة تفكيره وقناعته هي "الموديل" الذي يجب على كل البشر أن يتبعوه، ولا يتصور أبداً أنه يوجد في العالم من لا يؤمن أن الإسلام أعظم دين، وأن هناك من لا يعتبر "محمد" أعظم الخلق.. يرفض "محمود" أن يستوعب أن هناك من يرى الإسلام دين "إرهاب" و"بشر متخلفة" لا تهتم سوى بالفتاوى الغبية والسؤال المستمر حول الحلال والحرام.. لا يعترف "محمود" أبداً ان المسلمين أمة مستهلكة طوال الوقت لا تنتج ولا تخترع.. ولا تسمن أو تغني من جوع

يعيش "محمود" في وهم أن كل البشر يجب أن يصبحوا مسلمين، وأن الإسلام هو الدين الرائع الذي لا مثيل له، لو سمعت في يوم أن المهندس "محمود" تحول لإرهابي يقتل كل من لا يقتنع بأفكاره فلا تتعجب.. فمحمود مقتنع تماماً أن مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، وهو يعتبر ان كل من يفكر أو يناقش في الدين بشكل غير مألوف ومختلف عن ما قام به أجدادنا والصحابة فهو "عاهر" و"زنديق" ويقوم "بمنكر" لا شك فيه، وبالتالي يستحق النصيحة فان لم يستجب فهناك وسائل أخرى!!

وفي النهاية أجد نفسي أسأل محمود: نفسك في إيه يا أخ محمود؟ فيبتسم لي قائلاً: إن كل النصاري يبقوا مسلمين!!

مصطفى فتحي