عشاق الله

ملحمة الخلق اينوما ايليش السومرية – البابلية

عندما في الأعالي لم يطلق على السماء اسم واليابسة من تحت لم تدع باسمها ولم يكن شئ سوى ( أبسو ) البدء التي أوجدتهما و( مومو ) و ( تيامات ) التي ولدتهما وكانت مياههما تتمازج في هوة واحدة ولم تبن  الأكواخ ولأظهرت المستنقعات بعد عندما لم يكن أي من الآلهة قد ولد ولا دعيت بأسمائها ولا قدرت مصائرها عندئذ تكونت الآلهة في تلك المياه

  (( أبسو)) :- المياه العذبة .

  (( تيامات)) :- البحر . 

    (( مومو)) :- الغيوم .

آني جامع دما أنى خالق عظما سأخلق الإنسان المتوحش ( لولو) سأفرض عليه خدمة الآلهة كي تستريح 

  هذه بعض المقاطع من ملحمة الخلق السومرية – البابلية التي يطلق عليها( الأساطير) أو الميثولوجيا والتي صورت خلق الكون والإنسان قبل وجود الرسل والكتب المقدسة بآلاف السنوات واني لا ابغي هنا أجراء مقارنة بين ما ورد في هذه الأسطورة وما ورد عن قصة الخلق الدينية ( التوراتية) تحديدا التي استلهمت هذه القصة في إطارها العام وفي كثير من تفاصيلها إلى حد التطابق بعض الأحيان . لان ذلك يشكل موضوع بحث ودراسة ليس هذا مجالها . يظن البعض أن الأساطير مجرد حكايات خرافية ابتدعها الإنسان القديم للتفسير والإجابة على الأسئلة التي  بدأت تلح في رئسه حول وجود الكون والإنسان ولان البشرية لم تكن قد وصلت إلى مراحل التفكير – الديني ( السماوي) أي الديانات السماوية وما فرضته من على المؤمنين من رؤية شاملة لخلق الكون والإنسان وهدف وجودهما . كما أن الفلسفة كانت لا زالت في مهدها الأول لم تتطور لخلق رؤيتها الشاملة للكون والإنسان في نزعتيها المثالية والمادية لتبدءا في الإجابة على الأسئلة الكبرى للإنسان . ألا أن الحقيقة كما اعتقد لم تكن كذلك فهذا الإنسان الذي قد صنع أول حضارة بشرية وفرغ من تدبير شئون الحياة المادية بدء يخرج من مراحل التفكير البدائي ويختط الأسس الأولى ( للعقل ) العقل الواعي والناقد والمفسر وان لم يصل إلى درجة ( التفلسف) كما انه لم يحتاج إلى كتب مقدسة تجيب عن أسئلته لان عقله كان كتابه المقدس وما أشبه اليوم بالبارحة فالإله الأكبر قد خلق  الإنسان المتوحش وفرض عليه خدمة الآلهة كي تستريح وهو الذي يحصل في عالم اليوم لقد استبدلنا نحن  ( الإنسان المتوحش) الشعوب المقهورة والفقيرة في كل العالم آلهة البارحة بآلهة جديدة نخدمها ولا نستطيع  آلا ذلك هكذا فرض علينا ؟؟

هذه الآلهة اتخذت أشكالا جديدة وكثيرة يصعب علينا عدها وحتى حفظ اسماها خضعنا إليها في كل العصور ولا نزال فهيا الملوك والخلفاء ورجال الدين والأمراء  والأعيان والرأسماليين ولن استطع أن أحصيهم أنا أيضا لأني من فئة الإنسان المتوحش والتوحش هنا لا يعي الشراسة بقدر ما يعني ( العبودية) والتسليم لهذه الآلهة التي لم تعد تسكن السماء و إنما تسكن في القصور والبورصات العالمية والمعابد والكنائس والمساجد والمحطات الفضائية وأماكن لا تحص كما الآلهة ذاتها . كنت أظن أننا بمراحل وجودنا المختلفة وتطورنا العقلي – الثقافي والمادي – الحضاري قد طوينا صفحة  ( الآلهة المتعددة ) ووصلنا الى الأيمان والخضوع إلى (الإله الواحد) وان علينا إن نعبده لا أن نخدمه ولا نؤمن ألا به 

  ولكن نحن ( الإنسان المتوحش ) نأبى ذلك لأننا نحن من خلقهم ونخلقهم كل يوم من جديد والخوف الساكن بنا يمنعنا من تدميرهم لأنهم  يحمونا من الخروج من توحشنا (عبوديتنا) إلى المجهول عدونا الأبدي لذلك أيها الإنسان المتوحش لا تحلم بالحرية لأنها مجهول و أبقى حبيس معابدهم ومذابحهم فأنت آهلا لذلك