مجري المياه
مجري المياه.وجد تلامذة كونفوشيوس، الحكيم الصيني، معلمهم، ذات يوم، على ضفاف النهر. كان المعلم جالساً يتأمل مجرى الماء. دهش التلاميذ وسألوه:
- أيها المعلم، ما جدوى النظر إلى الماء وهو يجري؟ لا شيء أكثر ابتذالاً من هذا؛ كان ذلك منذ الأزل وسيظل إلى الأبد.
أجاب كونفوشيوس:
- نطقت بالحق. لا شيء، في الواقع، أشد ابتذالاً. كان ذلك منذ الأزل وسيظل إلى الأبد؛ هذا ما يعرفه كل واحد. لكن لا يفهمه كل واحد هو: كم يشبه الماء الجاري تعليم الحقيقة. لقد كنت أفكر في ذلك وأنا أنظر إلى الماء. المياه تجري؛ وتظل تجري إلى أن تتلاشى في رحاب البحار. وكذلك العقيدة الحقيقية قد جرت إلينا، منذ بدء العالم، دون توقف. فلنعمل إذن بحيث ننقلها إلى الذين سيعيشون بعدنا لكي يقتدوا بنا وينقلوها هم أيضاً إلى ذريتهم، وذلك إلى انتهاء الدهور.