عشاق الله

عشاق الحقيقة

  "تعرفون الحق والحق يحرركم" السيد المسيح، إنجيل يوحنا  32:8

"فتعالى الله الملك الحق، لا إله إلاهو رب العرش الكريم" قرآن كريم، سورة المؤمنون، آية 116 

كن من عشاق الحقيقة فقط
أتساءل دائما من منا ليس في حلقة مفرغة ؟ من منا يعرف نفسه ؟
من منا يملك ولو جزءا من الحقيقة الكونية؟ من منا يعرف كيف يكون من عشاق الحقيقة فقط؟
لقد مارس الإنسان العديد من الطرق والوسائل التي توصله إلى إدراك الحقيقة الأزلية، ولكنه ضاع في العديد من الطقوس والممارسات التي أصبحت فارغة وبلا منفعة.. وضاع في العديد من المعتقدات والأوهام الذي أدت به إلي السقوط .. كما سقط أبونا آدم قبلا.
يُقال أن آدم لم يحتج للقيام بأي شيء عندما كان في جنات عدن... كل شيء كان متاحاً...
لكنه بعد ذلك هبط من مكانته ونـزل من السماء، طُرد من الجنة، أصبح عارفاً ومثقفاً وعالماً، أصبح أنانياً مغروراً، ومنذ ذلك الحين كانت البشرية ولا تزال تعاني وتعاني...


كما ونعلم جميعا بأن أيَّ متدين، أيًّا كانت ديانته، لا بدَّ لعقيدته وبرامجه من الالتزام بتعاليم دينه المطلقة التي لا تعترف أبدًا بالمخالِفين، انطلاقًا من أساسياتٍ مفادُها أن صاحب الدين خصَّ أتباعه دون غيرهم بالحقيقة، وكلَّفهم بمحاربة الآخرين والقضاء عليهم، وفي أحسن الحالات، بإقناعهم بترك دياناتهم والالتحاق بأفواج التائبين!


ومن أشد الأمور غرابة أن يصل الإنسان ـ في الوقت الحاضر ـ إلى كل هذا التقدم العلمي والتكنولوجي الهائل ، ولكنه ـ في نفس الوقت ـ ما زال يحيا عهد الطفولة المعرفية
وهذا يرجع في المقام الأول والأخير إلى إغفال الرؤية الإلهية .
والحقيقة التي لا تقبـــل الجـــــدل هي أن النزعة الدينية متعمقة ومتأصلة في الإنســــان ومغروزة فيه فهي فطرة وغريزة . فما عرفت جماعة من البشر خالية من دين تتـــــدين به بأستثناء القرون الاخير والمسماه العصر الحديث ، وإن خلت عن العلوم والثقافات إلا أنها لا تخلو عن دين وعقيدة كما يقول هنري برجسون : " لقد وجـــدت وتوجد جماعات إنسانية من غيرعلوم وفنون وفلسفات ، ولكن لم توجـــد جمــــاعة بغيـــر ديانة "

هناك حقيقة ثابتة يدركها الجميع (متدينين كانوا أم ملحدين )؛ وهي استحالة إلغاء الشعور الديني عند الإنسان. هذا الشعور الروحي ترسّخ في النفس البشرية منذ آلاف السنين، وتعزّز بالتوارث والتربية، وغدا مستحيلا انفكاكها عنه
والإيمان بالله ومعرفة مشيئته الإلهية هو فكرا حر خالص الحرية لا يعترف بالمقدسات الدينية الأرضية ولا يعترف بالأعراف والتقاليد.. لذلك كان علينا الإقرار العميق بالجهل وأن نرجع لمساحة السلام أو للجذور النورانية التي بداخل أنفسنا
هذا ما يجب أن تفهمه
وهذا هو الكتاب الذي يجب أن تفتحه


أنت كتاب غير مفتوح بعد فكن من عشاق الحقيقة فقط
كلنا نملك النور اللازم للتعرف علی أنفسنا، الطاقة الداخلية التي تساعدنا لنحیا حیاة سعيدة بسلام
النور موجود في قلبك العابد... إذا لم تجده هناك فلن تجده في أيٍّ من المعابد...والمساجد
كلما ذهب المرء بعيداً داخل نفسه كلما زاد نضجه.
وكل نفس تكشف نفسها أمام مرآة ذاتها


و الشيء الوحيد الذي يستحق القدسية هي الحقيقة الأزلية (الله) , ولا سبيل الى الحقيقة إلا بالعلم والمعرفة فقط , مستندين في أفكارنا إلى القاعدة المبدئية التي تنص على ( ليس هناك ما يستحق إن نؤمن به إيمانا عميقا وراسخا سوى (الله) وهو الحقيقة الوحيدة الثابتة في هذا الكون, وانه من الجهالة والضلالة إن نحول الاعتقاد بالأديان الأرضية إلى إيمان عندما يكون المعتقد مجرد (افتراض اسم وهمي وليس حقيقة)
ويبدو لي أن الطريقة الوحيدة لمعرفة وبلوغ هذا الهدف إنما هو في البحث والتحليل الحقيقي، البحث الصبور والمنفتح والمتسامح وطويل النفس والمتجرد عن أي فكر متعصب

يجب إن نعي بان الخير والشر والحق والباطل والإيمان والكفر والأبالسة والشياطين .. ألخ عناصر ضرورية في استمرار حركة كمال الكونية.
كل الديانات تشكّلَت بعد رسالات الأنبياء العلماء العظماء، لكن معظم مَن جاء بعدهم لم يفهموا روح الأديان وجوهرها الحقيقي وغايتها، فبنو أديانهم الخاصة بهم على الجهل والعُقد... مُعتمدين في أساسها على الاستغلال
للأسف معظم رجال الدين في أي دين هذه الأيام يمنعوك، يُعلّمونك الطموح ويُعلّبونك، يعلمونك بالإجبار والإكراه كيف تكون صالحاً لتدخل الجنة وِفق أفكارهم الضيقة المتعصّبة.
يعلمونك الخوف …إذا فعلتَ أو لم تفعل أشياءً معيّنة ستُرمى في نار جهنم وستعاني فيها للأبد.
يستعبدوك ويذلّوك، ويدعونك بالآثم الخاطئ والزّاني والكافر، فيُحطّمون احترامك لنفسك ويُحوّلونك إلى تابعٍ لهم...التديّن هو شكرٌ وامتنانٌ لله مع قلبٍ متواضعٍ خاشع...ولأن الله أعطاكَ الكثير، فعليك أن ترتفع عن الأنانيّة والتّباهي والتّفاخر... وأن تحترم نفسك وتُقدّرها لكن بتواضع.

يجب إن نقتنع بأننا لسنا مركز الكون ! و أن هناك أجناس أخرى من البشر ، و قبائل أخرى ، و مدن أخرى ، و طرق أخرى و شعوبا لها عاداتها و ثقافاتها وأديانها ومعتقداتها و طريقتها في الحياة ، و أن هذا هو الطبيعي في الحياة والذي إرادة الله ... وإنا لا أدعو احد للشك في معتقداته
فليس من الصعب أن تكون من أهل الشك، فهم في كل مكان، يأتوك وأنت في مكانك ليحيلوك لمسلم أو مسيحي أو بوذي..لكن لتكون من أهل الحقيقية لابد من السعي الصادق، أن تسلك طريق الحق وصراطه المستقيم و الذي بدوره سيقودك لأهله.
لذلك .... ولذلك فقط كن من عشاق الحقيقة فقط
ولا تكن تابعاً…لا تكن أبداً جزءاً من أي منظمة
لا تكن أبداً جزءاً من أي معتقد
لكن ابقَ دائماً مخلصاً حقيقياً لذاتك.
كن من عشاق الحقيقة فقط ولا تخن ذاتك.
ان شعوري بوجودي هنا هو الحقيقة الوحيدة ولذلك إنا أيضا أحب الحقيقة …..الحقيقة التي أبعدت عني الشعور المركز بالتعاسة ومنذ الأمس لم اعد للماضي فوجدت اني قد تخلصت من أعباء كبيره كنت احملها عائدا دون ان ادري
انا هنا أنها الحياة
انا هنا انها السعادة
اعيش اللحظة الحقيقية
في المكان الحقيقي الذي يجب علي ان أعيش فيه
لقد كنت امارس رحيل الفكر عن الجسد الى عالم الماضي وعالم المستقبل
وهذا ما جعلني احمل همآ كبير
اخوتي
اعلن لكم تحرري
وانعتاقي
فانا هنا
انا هنا
واللحظة مضيئة كالشمس
أه...كم كنت غافل حتى عرفت
إن المقر هو حيث ما أريد
والمستقر هو ما أريد!
إن الله يُعلّمك الحب... يعلّمك كيف تكون أكثر حيوية، أكثر مرحاً، أكثر احتفالاً... فُكن شاكراً مُمتناً لله وواثقاً به، وتمتّع بالحياة الجميلة التي تحيطك بالبركة من كل جهة
كن من عشاق الحقيقة فقط
فالإنسان الشجاع ينظر حوله، ويشعر بقلبه ... ليرى بروحه أنه جزء من هذا الوجود الواحد ... من هذا الكل اللامتناهي في هذه اللحظة وكل لحظة ... فيصمت فكره وتطمئن نفسه في سكينة الساكن في كل جسد وكل أحد يـا واحد يـا أحد... ليقولها بكل محبة وثقة ... نعم للحيـاة.
والسلام والحب لجمعينا

فرج مطري