عشاق الله

جون ويكليف

جون ويكليف

(1328-1384)فيلسوف إنجليزي بارز في مجالي الدين والسياسة في أواخر القرون الوسطى. وقد ظلت تحدياته للممارسات الدينية والسياسية مؤثرة لمدة طويلة بعد موته.

تلقى ويكلف تعليمه في جامعة أكسفورد، وأصبح أستاذًا في كلية باليول عام 1360م. وقد عمل في بعض الأوقات قسًا في أبرشية، ولكنه كان معروفًا بشكل أكبر أستاذًا للفلسفة.

وجد ويكلف نفسه مدفوعًا ليصبح مصلحًا بسبب أحوال أوروبا في زمانه. فقد عصف أحد أنواع الطاعون، والمسمَّى الموت الأسود، وقضى على حياة ربع سكان أوروبا في أوائل القرن الرابع عشر الميلادي. وبدأت حرب المائة عام بين إنجلترا وفرنسا عام 1337م، وخلال أوائل القرن الرابع عشر الميلادي، حدثت صدامات عنيفة على السلطة بين البابوات، ورجال الدين من جهة، والملك والنبلاء من جهة أخرى. وقد بدا أن كلا الجانبين كان فاسدًا ومحكومًا بمصالحه الذاتية، ولم يُبْدِ أيٌّ منهما اهتمامًا بعامة الناس.وقد أثارت هذه الأحوال في أوروبا كثيرًا من الأسئلة في أذهان الناس. هل البابا سيد الملوك؟ وهل تستطيع حكومة مدنية معاقبة أسقف أو قسيس؟ هل تستطيع حكومة مدنية فرض ضرائب على الكنيسة وهل يمكن للكنيسة طلب مساعدة الحكومة؟ هل يستطيع حكام الكنيسة أو الحكام المدنيون تشريع قوانين فقط لأنهم يريدون ذلك، أو هل يجب أن تكون قوانينهم عادلة؟ عني ويكلف بمثل هذه القضايا في كتبه، ومحاضراته. وتم تلخيص أفكاره السياسية المهمة في عبارة العدل أساس الحكم وكان يعني أن الحكام غير العادلين لا يستطيعون مطالبة الناس بالطاعة، لأن الطاعة مشيئة إلهية. وبعد أن طبق ويكلف هذه الفكرة على البابوات والأساقفة، حوكم عدة مرات في المحكمة الكنسية. وفي كل مرة كانت العائلة المالكة تنقذه من الإدانة.وقد أصبح ويكلف بحلول عام 1371م تقريبًا، كاتبًا للعائلة المالكة، ومؤيدها ضد الأساقفة وتابعيهم. ومن الواضح أنه شعر كأن هناك أملاً أكبر في الإصلاح من العائلة المالكة.

وقد حاول ويكلف أن يبين أن ادعاء البابوات والأساقفة للسلطة مبني على أفكار زائفة عن تفضيل القساوسة على عامة الناس.وقد ترجم الويكلفيون الكتاب المقدس، بمساعدته، إلى اللغة الإنجليزية نحو عام 1382م. وأكملوا منه نسخة محسنة من الترجمة نحو عام 1388م بعد وفاته. وقد اضْطُهِد أتباع ويكلف في إنجلترا بقسوة، وكانوا يسمَّون لولاردز. شعرت الطبقات العليا أن أفكار ويكلف تشجِّع الفقراء على المطالبة بحياة أفضل.

أثرت كتابات ويكلف في عدد من المصلحين، بمن فيهم جون هس البوهيمي. وقد أشار الكثير من الإنجليز البروتستانتيين الأوائل لتعاليم ويكلف على أنها عودة إلى ما ظهر قبل ذلك في عهود الإصلاح.