عشاق الله

أنا مسلم + أنا مسيحي= أنا إنسان!!

  أن تصبح مسيحي وسط عالم "مسلم" فهي حالة تستحق أن نتوقف أمامها .. تخيل مثلاً أن أعلن إنني أصبحت مسيحياً .. ما الذي سيحدث بعدها؟
هل سيظل أصدقائي بعد أن أصبح مسيحي هم أنفسهم أصدقائي قبل أن أصبح مسيحي؟
كيف سينظر لي الشيخ أيمن وهو أكتر حد بحبه وبيحبني في الدنيا؟
هل سيتقبلني والدي؟
هل سيتناقش معي الشيخ مروان صديقي السلفي الذي أعتبره من أقرب الناس إلى قلبي أم سيرفضني لأني سأصبح "كافر" مثلما تعود ان ينعت كل مسيحي؟!
ماذا عن زملائي في العمل؟
وأمي..؟؟
..
لا أعرف لماذا فكرت في هذا الموضوع وأنا أقرأ موضوع جميل عن طفل مصري مسيحي اسمه "توني"..القصة نشرتها جريدة البديل، يقول توني: " في الإسماعيلية كنا كلنا بنلعب بالفانوس عادي، وبعد ما أصحابي يفطروا كنا بنلعب استغماية أو كورة وألعاب تانية " لكن لما جينا شبين معادش حد بيلعب معايا عشان أنا مسيحي " بهذه العبارة أجاب توني مشرقي ناشد ذوالثلاثة عشر عاما علي سؤال البديل "انت بتلعب بالفانوس؟"


توني لم يعد يلعب بالفانوس!
إلي مدينة شبين الكوم بالمنوفية انتقلت منذ سنوات أسرة "توني "..ويحكي توني عن الفرق بين رمضان في الإسماعيلية ورمضان في شبين فيقول: رمضان في الإسماعيلية كان أحلي.. لكن لما جينا شبين معدتش بلعب ولا بعمل زينة .. تسأله محررة البديل : ولماذا توقفت؟، يقول توني: عندما جئنا إلي شبين أردت أن أشارك في صنع زينة رمضان وتعليقها كالعادة ، لكن علمت أن باقي الأولاد " مابيحبوش يدّخلوا حد معاهم "
-تقصد لأنك وافد وجديد علي الشارع؟يجيب توني: لا ليس لأني انتقلت إلي الشارع حديثا، ولكن لأني مسيحي، ويكمل عندما قالوا لي ذلك غضبت وابتعدت ولم أحاول اللعب معهم بعدها.

كان توني في التاسعة، عندما عرف لأول مرة أنه يختلف عن رفاق الشارع وعندما انتزع منه الحق في المشاركة والاحتفال برمضان لأنه يدين بدين مغاير.يقول توني: كانت المرة الأولي التي أعرف فيها أن هناك فرقاً بيني وبينهم " هم أصحاب مع بعض لكن أنا مسيحي" .أعود لأسأله: لو لم يحدث هذا الموقف هل كنت ستشعر باختلاف بينكم؟يجيب توني: مش عارف بس لا .. كنت سألعب معهم كما كنت ألعب في الإسماعيلية، ويستدرك: "مش معني كده أني مابكلمهمش "هناك من استعدت صداقتي معهم لأنهم يريدون أن يلعبوا معي ولكن هناك آخرين لن أصادقهم مطلقا فهم يكرهونني ويقولون دوما إنهم يكرهونني لأني مسيحي ...

..ومسجد المسيح!
انتهي من قراءة قصة "توني" شاعراً بإحباط .. لكن هناك على الجانب الآخر قصة رائعة حدثت في الأردن .. هناك تم إنشاء مسجد يحمل إسم المسيح تخيل معي مسجد يطلق عليه "مسجد المسيح" .. المسجد يقع في مدينة مأدبا الاردنية وهو محاولة أردنية لتعزيز الروابط بين المسلمين والمسيحيين سكان المدينة.
ويقع المسجد على مسافة قريبة من كنيسة في المنطقة وزين داخله بالعديد من اللوحات عليها آيات من القران عن السيد المسيح والسيدة مريم.


أشعر بسعادة بالغة وأنا أقرأ الخبر .. لكن سرعان ما تتلاشي سعادتي ويصيبني بدلاً منها إحباط جديد وأنا أتناول جريدة الأهالي وفيها يستقبلني مانشيت مخيف: "خطيب الفتنة في بطن الجبل" تفاصيل الخبر تحمل كارثة بكل المقاييس: حالة من القلق تنتشر بين المسيحيين الذين يسكنون في منطقة بطن الجبل بشبرا الخيمة قسم ثان.
سبب القلق التهديدات التي يلقيها خطيب جامع الرحمن بمدينة أبوبكر الصديق بعد مساكن شركة الكابلات، حيث اعتاد هذا الخطيب علي تكفير المسيحيين وتحريض المواطنين علي مقاطعتهم وازدرائهم.داعيا إلي عدم مخاطبتهم أو التزاور معهم أو مشاركتهم أفراحهم وأحزانهم.
عبر عن هذا القلق وفد من سكان المنطقة حضر خصيصا لجريدة «الأهالي». والجريدة بدورها تضع هذه الواقعة الخطيرة أمام أنظار جميع المسئولين وخاصة د. حمدي زقزوق وزير الأوقاف.
..
خارج النص: بعد النجاح الإنساني لحملة "ومن بدل دينه فاحترموه" ورد الفعل الذي حققته على موقع الفيس بوك .. ستظهر قريباً .. "أنا إنسان" وهي حركة شبابية تطوعية ليس لها أي أهداف سياية أو دينية .. هي حملة "إنسانية" لأن "قبول الاخر مفهوم انسانى" على حد تعبير "أحمد أبو المجد" الناشط الحقوقي والمحامي في مجال حقوق الإنسان والمشرف العام على الحركة.

تهدف الحركة إلى تغيير ثقافة رفض الآخر في المجتمع.. الحركة تهدف لنشر الحب بين كل إنسان بغض النظر عن دينه .. وتفاصيلها قريباً بإذن الله!

مصطفى فتحي