السر في هجمة موقع أهل القرآن على عشاق الله
الحقيقة أننا تأسفنا كثيرا في موقع عشاق الله للهجوم المجاني الذي شنه موقع أهل القرآن علينا في شخص مستشاره الكريم شريف هادي (اضغط هنا لقراءة مقال الهجوم) رغم أننا لا نكن لموقع أهل القرآن ولجميع كتابه بدون استثناء سوى الاحترام والتبجيل، والدليل هو دعوتنا الجميع للكتابة معنا حتى يتمكن رواد موقعنا من الاطلاع على هذا الفكر الجديد المتنور، بل خصصنا منتدى للإخوة القرآنيين مساهمة منا في نشر هذا الفكر الطليعي العظيم.
نعرف أن هناك من الإخوة الكتاب القرآنيين داخل موقع أهل القرآن من أحس في نفسه الرغبة في المضي بالفكر القرآني مسافات أرحب، والقيام بحفريات معرفية أكثر جرأة، والدعوة إلى تحطيم المزيد من الأصنام. وهو أمر مشروع ما دام الهدف كما قال السيد المستشار نفسه هو التفاعل وتربية الأجيال على الفكر القرآني. لكن وضح فيما بعد أن التفاعل المطلوب هو تفاعل مشروط، وأن تربية الأجيال إنما هي في الحقيقة إعادة إنتاج أجيال. فقد فطن القوامون على موقع أهل القرآن إلى خطورة المارد الذي حرروه من عقاله، والقوة الثورية التي أطلقوها، وكيف أنها يمكن أن تعصف حتى بمواقعهم الرمزية ذاتها إذا هم تركوا الفكر القرآني يتطور وينمو بشكل طبيعي. فبادروا إلى وضع خطوط حمراء، وإعادة تقييم الوضع الفكري داخل الموقع حسب المستجدات التي قاد إليها منطق الأشياء.لكن من سوء حظنا أن تأسيسنا لمنتدى القرآنيين تزامن مع حملة المراجعة التي أطلقها موقع أهل القرآن في حق كتابه الأكثر جرأة وشجاعة. فوجد بعض الإخوة القرآنيين متنفسا متواضعا في منتدانا. وهو ما أثار ثائرة القوامين في موقع أهل القرآن فأطلقوا هجمتهم علينا في شخص المستشار شريف هادي الذي عرف موقعنا بأنه "مزيج من عقائد أصحاب الكتاب، على عقائد غلاة المتصوفة"، وهو ما يشي حقا بأزمة المثقف العربي الذي ما إن يشتم رائحة الحرية، حتى ينتابه الإحساس بالخطر، ورهاب الآخر (أهل الكتاب، الغلاة، المتصوفة إلخ) وينتهي به المطاف غالبا إلى شرعنة المقصلة.
بعد ذلك ينبري المستشار الكريم لشرح مفهوم العشق، منكرا علينا استعمال كلمة عشاق بحجة أن العشق يكون بين الرجل والمرأة. والحقيقة أننا لا نعرف من أين أتى بهذا التحديد، لأننا نعرف أن العشق مرتبة من مراتب الحب كما يقول ابن تيمية، أول هذه المراتب العلاقة لتعلق القلب بالمحبوب، ثم الصبابة، ثم الغرام، ثم العشق، ثم التتيم، وهو ما يؤكده لسان العرب إذ يعرف العشق بأنه: "فرط الحب"، وربما كان معنى الإفراط المتضمن في العشق هو سبب تفضيل مفهوم الحب بشكل عام عليه. ولكننا غير ملزمين بذلك التفضيل. نحن نعرف أن حبنا لله فيه إفراط، ولو نظر الناظر إلى المتناظرين على موقعنا لوجد أن شيئا واحدا يجمعهم سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين، سنة او شيعة، أو قرآنيينن وهذا الشيء هو حبهم المفرط لله، وتفاني كل واحد في إظهار محبته والانتصار له.
على أن أشد ما أثارنا لدى المستشار شريف هادي هو الخلط الفادح لديه بين الإيمان والتدين والعرقية. وهو خلط أربأ بمثقف متنور أن يقع فيه، ففي معرض رده على سيدة اسمها أمل في نفس الرابط يقول أنه كان مسيحيا قبل أن يعتنق الإسلام، وان عائلته لازالت كذلك، ثم يزيد موضحا حين يسألها "ما هي ديانة هتلر؟" ملمحا إلى أن هتلر كان مسيحيا. نريد أن نوضح للسيد المستشار أن العلاقة بالواحد الأحد لا تتحدد بالانتماء العائلي أو الجغرافي أو العرقي. نعم كان المستشار يوما ما مسيحيا بحكم الولادة في أسرة "تدين" بالمسيحية، ولكنه حتما لم يكن مؤمنا، وربما تكون عائلته مسيحية وراثة، ولكن هذا لا يعني أنها مؤمنة، تماما مثلما هتلر كان مسيحيا بحكم الولادة، ولكنه كان أبعد عن تعاليم المسيح، فهل نعتبر حسب منطق المستشار كل القتلة والمجرمين في سجون اوربا وامريكا مؤمنين ملتزمين بتعاليم المسيح لأنهم ينحدرون من أسر "تدين" بالمسيحية.
أخيرا نشكر كل الإخوة الكتاب القرآنيين الذين أثروا موقعنا بمنتداهم الطيب الذكر، والذي يستقطب يوما عن يوم أكبر عدد من الزوار، ونشكر المفكر والكاتب القرآني المتميز أنيس محمد صالح على إدارته الرائعة للمنتدى، ونقول للسيد المستشار شريف هادي أن في الفكر الذي حبانا به الله تعالى متسع للاختلاف.نادر عبد الأمير