عشاق الله

كبوة أخرى لبابا الفاتيكان

لقطة أولى

اسمه مجدي علام
وهو صحفي مصري مقيم في إيطاليا
مشهور بمهاجمته للمقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل في مقالاته
أصدر كتابا بالايطالية تحت عنوان فيفا اسرائيل (أي عاشت اسرائيل)
منحته الحكومة الاسرائيلية جائزة "دان ديفيد" وقيمتها مليون دولار
معروف بهجماته على الإسلام

لقطة ثانية

قام بابا الفاتيكان يوم (22 مارس 2008م) بتعميد الصحفي المصري ذو الأصل المسلم مجدي علام الذي يعتبر شخصية إعلامية ذات إشعاع معروف في إيطاليا، وقد تم ذلك في إحدى أهم المناسبات المسيحية وهو عيد الفصح Easter وفي قلب كنيسة الفاتيكان، وقد ترأس الحفل وقام بالتعميد بابا الفاتيكان شخصيا.

لقطة ثالثة

في خطوة دفاعية تجاه انتقادات أعلنتها أوساط إسلامية ومسيحية، قالت الصحيفة الناطقة بلسان الفاتيكان الثلاثاء 25-3-2008 إن تعميد البابا بنديكت لمسلم تحول إلي المسيحية في مطلع الأسبوع والذي أثار ردود أفعال غاضبة في العالم الإسلامي ليس تصرفا عدائيا.


تعليق

تعميد البابا بنفسه لشخصية مسلمة معروفة بعدائها للإسلام ولمواقف العرب من قضاياهم المصيرية، والادعاء أن هذا العمل ليس تصرفا عدائيا واستفزازا لمشاعر المسلمين والعرب لهو فعلا استبلاد لعقول ملايين المسلمين. سيقول البابا أن المسلمين أساؤوا فهمه مرة أخرى. وستصدر فتاوى فاتيكانية بذلك. لكن البابا والفاتكان تناسوا أن تصرفا مثل هذا هو بعيد كل البعد عن روح رسالة السيد المسيح التي هي بالأساس رسالة محبة، لأن البابا بعمله ذلك إنما زاد في تعميق الكراهية، وسوء الفهم، والتوجس، وإذكاء العداء وفكر المؤامرة تجاه رسالة السيد المسيح. لقد رفع متراسا آخر في وجه الحوار المسيحي الإسلامي.
لسنا ضد التعميد في حد ذاته. فالكثير من المسلمين يتعمدون في كل أنحاء العالم، كما أن الكثير من المسيحيين يقولون الشهادة ويتحولون إلى الإسلام. هذه مسألة حرية وموقف ومصير شخصي. لكن أن تقوم شخصية ذات حمولة رمزية خطيرة على المستوى العالمي مثل بابا الفاتيكان بتعميد شخصية مصرية مسلمة مشهورة بمواقفها العدوانية من القضايا المصيرية للعرب والمسلمين كمجدي علام فالأمر يتعدى مسألة التعميد، ويأخذ بعدا رمزيا خطيرا يتم استقباله من طرف المتلقي سواء كان مسلما أو غير مسلم كرسالة نكاية واستفزاز للمسلمين، كما هو الحال بالنسبة للأستاذ باسم خفاجي الذي كتب في صحيفة الوسط معلقا على الحدث: "عندما يقوم شخص كبابا الفاتيكان بامتهان مشاعر المسلمين، واختيار نماذج لها دلالات سياسية وفكرية واضحة للاحتفاء بتحولها إلى الكاثوليكية، والترويج لذلك عالمياً ومن أعلى منبر للكنيسة الكاثوليكية في العالم. هذا هو ما يزرع الفتن الطائفية بين الشعوب ويؤجج نارها."
إن البابا بعمله ذلك يكون وضع حجر عثرة ضخم أمام المسلمين، وكأنه في تحمسه لمجده الشخصي، قد نسي أن كل شيء هو لمجد الله، فلم يراع حرمة ذلك المجد. فهل يكون قد غاب عنه فعلا قول الرسول بولس: فإذا أكلتم أو شربتم، أو مهما عملتم، فاعملوا كلَّ شيء لمجد الله. (32) لا تكونوا حجر عثرة لليهود أو غير اليهود (= اليونانيين) ولا لكنيسة الله، (33) بل كونوا مثلي، فأنا أحاول أن أرضي جميع الناس في كل ما أعمل، ولا أسعى إلى خيري، بل إلى خير الكثرة من الناس لينالوا الخلاص." الرسالة الأولى إلى أهل كورنتوس 10

هل فعلا سعى البابا إلى خير الكثرة من الناس، المسلمين منهم خاصة، في فعله ذلك؟ لا أظن
هل نفع المسيحية بشيء؟ لا أظن
هل ضر الإسلام بشيء؟ لا أظن
فقط سدد سهما جارحا إلى روح المحبة والسلام

نادر عبد الأمير