بادرة نورانية من علماء المسلمين
على أهبة استقبال السنة الميلادية الجديدة، قام جمهور من نخبة وخيرة العلماء المسلمين ببادرة أخرى رائعة في اتجاه إقرار ثقافة المحبة والحوار بين المسلمين والمسيحيين، وذلك بتوقيع رسالة تهنئة بمناسبة رأس السنة الميلادية الجديدة إلى كل المسيحيين عبر العالم. ونحن في موقع عشاق الله لا نملك إلا نفرح فرحا روحيا عارما لمثل هذه المبادرات النورانية التي تهلل لها الملائكة، وتفقد إبليس اللعين صوابه كما رأينا في عدد من ردود الفعل العدوانية والمتشنجة تجاه هذه التهنئة.يمثل هؤلاء العلماء جماعة تطلق على نفسها " كلمة سواء" تتبع لمؤسسة آل البيت للفكر الإسلامي ومقرها الأردن ويرأسها الأمير غازي بن محمد بن طلال. وكانت هذه الجماعة وجهت رسالة للفاتيكان لإجراء حوار مع رجال دين مسيحيين في أكتوبر المنصرم ردا على خطبة لبابا الفاتيكان عام 2006 اعتبرت مسيئة للمسلمين.
ومن العلماء الموقعين على الرسالة عضو هيئة كبار العلماء في السعودية الدكتور عبد الوهاب إبراهيم أبو سليمان والمفتي العام للمملكة الأردنية الدكتور نوح علي سلمان والمفتي العام في مصر الدكتور علي جمعة ومفتي سلطنة عُمان الشيخ أحمد الخليلي والمفتي العام السابق للقدس وعموم فلسطين عكرمة سعيد صبري والمفتي العام ورئيس العلماء، للبوسنة والهرسك الدكتور مصطفى تسيريتش, والأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور محمد سليم العوّا والكاتب والمفكر الإسلامي الألماني الدكتور مراد هوفمان والأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية الشيخ محمد علي تسخيري والداعية عمرو خالد ومرجع الزيدية في اليمن محمد بن محمد المنصور وأستاذ التاريخ الإسلامي، بجامعة الملك سعود في الرياض الدكتور عز الدين عمر موسى وعضو اللجنة الشرعية في المجلس الشيعي الأعلى الشيخ هاني فحص والدكتور طارق السويدان.
ومن الموقعين كذلك نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور عبد الله بن بيه الذي قال لـ"الوطن": إن مسائل التهاني لغير المسلمين، اختلف فيها الناس، وهناك من يرى جوازها، وأيدها الشيخ ابن تيمية في رسائله، وهي للمصلحة، وعلى هذا الأساس تكون التهنئة للمسيحيين جائزة، وهي من المسائل المختلف حولها، التي ينبغي ألا تثير التباغض والتدابر بين الناس. ورأى ابن بيه أن المصلحة تكمن الآن في التحالف مع الذين يحكمون قيم الوئام والسلام وترك الخصومة، فالمطلوب الآن إنقاذ البشرية من ويلات الحروب. وتابع ابن بيه: يقدر بعض الناس مصلحة قد لا يقدرها الآخر، فبعضهم لا يرى ما يمنع التهنئة بناء على انعدام الأدلة، وينادي باتساع الصدور، ومشكلتنا في العالم الإسلامي عدم اتساع الصدور للمسائل الخلافية.
وأضاف مبررا إقدامه ومجموعة من علماء المسلمين على تهنئة المسيحيين: نحن ننصح أن يتعلم الناس الاختلاف وأسباب الاختلاف، وهناك أسباب كثيرة منها ثبوت النص ومعقول النص ودلالة النص.
واستدل ابن بيه في دفوعاته بتزكية الرسول صلى الله عليه وسلم لحلف الفضول، وهو حلف عقد في الجاهلية قال عنه الرسول (لقد شهدت في دارعبد الله بن جدعان حلفا لو دعيت به في الإسلام لأجبت. تحالفوا أن ترد الفضول على أهلها، وألا يعز ظالم مظلوما).
وتمثل رسالة علماء المسلمين أمرا لم يسبق له مثيل لأنه لم يحدث أن كتبت بهذا الحجم من علماء الدين المسلمين خطابا عاما مثل هذا.
انقر هنا لتقرأ النص الكامل للرسالة، وكذا القائمة الكاملة بأسماء العلماء الموقعين.
هنيئا لدعاة المحبة والسلام بهذه البادرة العظيمةوكل سنة جديدة وأنتم بخير.
إعداد نادر عبد الأمير