عشاق الله

بناء الأمل والتعايش

تحدثنا في العدد الماضي عن الخطاب المفتوح "للتفاهم والسلام" الذي وجهه هذا الشهر 138 من كبار القادة والعلماء والدعاة المسلمين في العالم إلى 25 من كبار الزعماء والقساوسة المسيحيين في العالم. وهو ما يعبر عن بداية صحوة كبيرة فيما يخص الوعي بأهمية فهم الواحد للآخر فهما عميقا، عوض إدانته والحكم المسبق عليه بالجهل والكفر كما دأب دعاة الفكر المناظراتي العقيم الذي لم يزد الهوة بين المسلمين والمسيحيين إلا تعميقا. واليوم نورد خبرا عن حدث نوراني آخر يتمثل في الندوة التي انعقدت مؤخرا بالمسجد الكبير بروما تحت عنوان "بناء الأمل والتعايش"، وهي الحلقة السادسة من الحوار المسيحي الإسلامي والذي يعقد سنويا في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان

شارك في الحوار هذا العام، عدد من الشخصيات الإسلامية بروما وكذلك قساوسة ومستشرقون وممثلون للحكومة الإيطالية بينهم، مارشيلا لوشيدي وكيلة وزارة الداخلية والتي ترى أن اضطلاع وزارتها بمهمة الحفاظ على الأمن إلى جانب مهمة ضمان حقوق وحريات البشر يجعل من مفهوم الحفاظ على الأمن يتعدى الحفاظ على النظام العام إلى الحفاظ على الحريات

وحول خصوصية الحوار في إيطاليا ذات الأغلبية الكاثوليكية، يقول الدكتور عبد الله رضوان، أمين عام المركز الثقافي الإسلامي بروما، "وجود الكنيسة في روما ووجود جالية إسلامية كبيرة كذلك جعلا من الحوار ضرورة للحفاظ على السلام الاجتماعي خاصة في ظل الظروف الدولية المضطربة"، ويضيف رضوان أن البشر اليوم قد أصبحوا أمام أحد خيارين: الحوار أو الصدام

أما عن القس دومينيكو مازيللي، رئيس إتحاد الكنائس الإنجيلية بإيطاليا وأحد المتحدثين على المنصة يرى أن الحوار ليس واجب مدني كما أكد بعض المتحدثين، بل هو واجب ديني خاصة وإن كان الأمر يتعلق على حد قوله بالإله الذي يعبده معتنقو الأديان السماوية والذين يعدون جميعهم أبناء إبراهيم. "علمنا التاريخ أن المسيحيين كانوا يدخلون الأراضي المقدسة في ظل الحكم الإسلامي، كما عرفنا قصة القديس فراسيس الأسيزي والذي أكرمه الملك الكامل ولذا فأنا أرى من الضروري تدريس تلك الحقائق التاريخية للطلاب في المدارس على يد أساتذة مختصين"

تجربة أخرى ثرية عرضت على لسان ميكيلي زانزوكي، الكاتب الصحفي ونائب مدير (تشيتانوفا)، فقد جاب عدد من البلدان الإسلامية حيث وجد الكثير من المودة والتواصل الإيجابي بينه وبين البشر دفعته لكتابة كتاب عنوانه "الإسلام الذي لا يخيف". ويرى زانزوكي أن الغرب مريض بالتقييم السطحي وأن الصحافة مسئولة بشكل كبير عن هذا الأمر، "الصحافة التي أسعى إليها هي الصحافة التي يمارسها كبار الصحافيين وهي البحث عن الأمر الإيجابي لا عن الأمر السلبي"، كما يقول زانزوكي

إعداد نادر عبد الأمير