عشاق الله

دعوة للمحبة

كم أرجو أن يفتح باب الحريات على مصراعيه أمام المسلم والمسيحى للقراءة والتعمق فى كل الأديان وأن يدعو كل إنسان لدينه دون أن يجرح أو يعتدى على دين الآخر وأن يكون لكل إنسان الحرية الفكرية والعقائدية والدينية فى إعتقاد ما يشاء وإعتناق ما يقتنع به من أديان أو معتقدات دون إرغام من أحد أو قهر أو خوف أو تهديد.
أرجو أن يفهم الجميع مبدأ الدين لله والوطن للجميع وألا يأخذوه بحساسية فهو أيسر وأقرب وسيلة للوصول إلى الأمن والإستقرار النفسى والإجتماعى والدينى. فالدين ---أى دين--- ملك لله وحده يحاسب عليه فى الآخرة كيف يشاء اما نحن فى دنيانا فليس بيننا من بيده محاسبة الآخرين وإقامة الحدود عليهم من قتل أو رجم أو جلد أو تعذيب أما الوطن فهو ملك لكل مواطن  يعيش عليه ويأكل من خيراته ويتمتع بنعم الله فيه لأن الله هو واهب الأوطان والخيرات والحريات.
(...)
ألدين لله والوطن للجميع ليس من إختراعنا لا. فقد عاش رسول الله (ص) فى المدينة وكان معه النصارى واليهود كل متمسك بدينه لا ضرر ولا ضرار وكل منهم يحترم عقيدة الآخر ودينه، ومعروف أن رسول الله لم يبدأ بالعدوان أبدا ولم يدخل حربأ إلا لرد عدوان أو إستعادة حق مسلوب ولم يحارب أحدا من أهل الكتاب إلا القلة القليلة الذين ساندوا الكفار وأيدوهم ونصروهم ضد الله ورسوله والمسلمين ولكن الآمنين المسالمين من اليهود والنصارى الذين لم يساعدوا الكفار والمجرمين ضد الله ورسوله ودينه لم يحاربهم الرسول ولم يتعرض لهم أحد بسوء وعاشوا معززين مكرمين مع إخوانهم المسلمين تجمعهم روابط المحبة والصداقة وحسن الجوار وحسن المعاشرة.
وهكذا جمعت مدينة رسول الله (ص) بين المسلمين والمسيحيين واليهود فى رباط أخوى يجمعهم وطن واحد يعيشون عليه ويتمتعون فى خيراته ويناضلون جميعأ لرفعته وقوته وكان الدين وسيظل لله تعالى وحده يعلمه فى قلوب الناس ولا يشرك فى حكمه أحدا ولا يوجد من بين الناس من يتدخل ليعلم ما يخفيه الأخر من عقائد أو أفكار أو اديان لأن الله العظيم القوى يعلم أن القهر فى الأديان يمكن أن يخلق النفاق فى القلوب ويؤدى إلى وجود طوائف من البشر تظهر إيمانها وتخفى كفرها وحقدها خوفأ من بطش من بيده السلطة والقوة والحكم ولذلك كان الدين وسيظل ملكأ لله تعالى لأنه معتقدات داخليه فى أعماق القلوب وخفايا النفوس وخبابا الضمائر فكيف يتأتى لإنسان مهما كان أن يعلم مدى إيمان الآخر وبأى شىء يؤمن وبأى شىء يكفر فذلك أمر بعيد المنال إلا على الله علام الغيوب الذى يعلم ما تخفيه القلوب.
نعم أطالب جميع المتعصبين والمتطرفين ---مسيحيين ومسلمين--- بالتوقف الفورى عن هذا العبث المخزى الذى لا يعود على البلاد والعباد إلا بالخراب والدمار وخسران الولد والأهل والدار.
(...)
الدعوة للفرقة دعوة شاذة وقاتلة ومريرة ولن تنفع أحدا بل ستضر بالجميع فكلنا أحباب يضمنا وطننا الحبيب الدافىء مصر وكل منا يذهب إلى فراشه ولا أحد يعلم ما كسبت يداه ولكن الله وحده يعلم لذلك فهو سبحانه الذى سيحاسب العباد لأن الدين له وحده سبحانه علام الغيوب.
الدعوة للحب هى دعوة كل الأنبياء والمرسلين والصالحين من عباد الله تعالى على مر الزمان وهى دعوة أهل الخير والحب والصفاء والسلام والمساواة والعدالة وهى دعوة الصادقين على إختلاف مذاهبهم واعراقهم وأجناسهم وأفكارهم وأحلامهم و معتقداتهم
هيا نتخذ الحب طريقأ والعدل أساسأ للحياة واحترام الأديان والمعتقدات رفيق سفر طويل ينتهى عند الله تعالى الذى يدخل من يشاء فى رحمته0
لا للتفرقة بين أبناء الوطن الواحد بسبب دين أو عرق أو لون أو جنس أو فكر او رأى او توجه.
نعم للمساواة والعدل المطلق وحقوق الإنسان والكرامةالإنسانية.
لا للتعصب الأعمى والجهل القبيح وفرض الرأى بالقوة والجبروت.
نعم للدعوة إلى الله –كل فى دينه---بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتى هى أحسن.
نعم للحريات التى لا تمس الآخر بسوء.
لا لكبت الحريات والقهر.
نعم لإحترام الإنسان لأنه إنسان.
ولا للتحقير من شأن الإنسان لأى سبب من الأسباب.

د/حسن أحمد عمر