جمال الدين الأفغاني
جمال الدين الأفغاني
كان السيد جمال الدين ربعَ القامة، أقرب إلى القصر، أسمر اللّون مع شيء من الصفرة، له لُمة مسترسلة إلى شحمة الاذنين، مهيباً، جذاب الملامح وكان يبدو مشرق الوجه، منبسط الأسارير، تبرق عيناه عند الحديث، وتنفرج شفتاه عن إبتسامة لطيفة، وكان له نظرات قوية التأثير في مخاطبيه وكان لعينيه بريق عجيب كأنه بريق النور في حلك الظلام.
وقد وصفه تلميذه وصاحبه المقرب محمد عبده مفتي الديار المصرية، في ترجمته التي صدر بها رسالته في الرّد على الدهريين بالقول «اما خَلقه فهو يمثل لناظره عربياً محضاً من أهالي الحرمين فكأنما قد حفظت صورة آبائه من سكنة الحجاز حماه الله ربعة في طوله وسط في بنيتِه، قمحي في لونه، عصبي دموي في مزاجه، عظيم الرأس في اعتدال، عريض الجبهة في تناسب، واسع العينين، عظيم الأحداق، ضخم الوجنات، رحب الصدر، جليل في النظر، هش بش عند اللقاء، قد وفاه الله من كمال خلقه ما ينطبق على كمال خلقه.
وأما صفاته النفسية وسجاياه الأخلاقية فإن الشيخ محمد عبده يطنب فيها بنفس الترجمة في مقدمة الرسالة بقوله «أما أخلاقه فسلامة القلب سائدة في صفاته، وله حلم عظيم يسع ما شاء الله. وهو كريم يبذل ما بيده، قوي الاعتماد على الله لا يبالي ما تأتي به حروف الدهر، عظيم الأمانة، سهل لمن لاينه، صعب على من خاشنه، طموح إلى مقصده، قليل الحرص على الدنيا، بعيد من الغرور بزخارفها، ولوع بعظائم الأمور، عزوف عن صغارها، شجاع مقدام لا يهاب الموت كأنه لا يعرفه، فخور بنسبه إلى سيّد المرسلين (ص) ولا يعد لنفسه مزية أرفع ولا عزاً أمنع من كونه سلالة ذلك البيت الطاهر، وبالجملة ففضله كعلمه والكمال الله وحده.
إنّ هذه الصفات الحميدة التي تجمعت في شخصية السيد جمال الدين من الهيئة الجذابة والشكل المهيب، والأخلاق العالية أثرت أثرها المتميز على سامعيه حين كان يلقي عليهم بخطبه الحماسية ليستنهضهم من الغفلة، ويزرع في عقولهم أفكاره ومبادئه الاصلاحية في محاربة الاستبداد وتعميق الوعي ضدّ الغزو الغربي لبلاد المسلمين.
وقد توفّرت للسيد جمال الدين فرص عديدة للإطلاع على ثقافة عصره، وعلومه فكانت النجف بما تمثله من أصالة وعمق في الفكر الإسلامي، منطلقه الأول، أضافة إلى معارف الهند وعلومها وثقافات فارس وأدابها. كما أتاحت له رحلاته الكثيرة في العالم الاطلاع على عادات الشعوب وثقافاتها مما شكل مصدراً إضافيا إلى رصيده الثقافي الواسع المتنوع.
ففي النجف الأشرف التي درس فيها السيد جمال الدين أربع سنوات نهل من علومها في التفسير، والحديث، والفقه، والأصول، والكلام، والمنطق، والحكمة، والرياضيات، والطبيعيات وغيرها، ومقدمات الطب والهيئة .
ويروى عن الفقيه المجاهد السيد محمد سعيد الحبوبي الذي كان زميلاً للأفغاني في تلك الفترة انه قال عنه «لقد كنّا ندرس معاً علم التصوف (العرفان) عند الحاج عباس قولي بالنجف، وكان الأفغاني من حسن البيان، بحيث يستطيع أن أراد أن يصور الحق باطلاً والباطل حقاً».
ثمّ سافر إلى الهند عام 1854 ودرس هناك مبادئ العلوم الحديث كما درس علم الأديان قبل أن يعود ثانية إلى النجف ليكمل دراساته.
كما أن السيد جمال الدين سافر كثيراً في أرجاء العالم المختلفة، فاكتسب من هذه السياحات علوماً كثيرة، وتجارب ثرة، أضافها إلى ثقافته الإسلامية الأصيلة التي نهلها من النجف الأشرف، وقد شكلت هذه الثقافة الأصيلة والمعرفة الواسعة عنصراً مهماً في شخصيته، مكنته من أن يتبوأ مكانة متميزة في أوساط أهل العلم والسياسة وفتحت له الآفاق الرحبة للوصول إلى مراكز القرار السياسي والتأثير عليه في العالم الاسلامي، آنذاك، فحين كان في القاهرة وذاع صيته، وانتشرت أخباره حتى إذا ما اتّجه إلى اسطنبول كانت شهرته قد سبقته إليها، وفتحت أمامه الطريق ليحتل موقعاً في مركز الخلافة السياسي، حيث عهد إليه بإدارة شؤون المعارف فيها حتى قال عنه الأديب المعروف جرجي زيدان وهو يصف قوة تأثيره على تلامذته وسحره الفطري على مريديه "ففتحوا أعينهم وإذا هم في ظلمة، وقد جاءهم النور فاقتبسوا منه، فضلاً عن العلم والفلسفة، روحانية أرتهم حالهم كما هي، إذا تمزقت عن عقولهم حُجبُ الأوهام فنشطوا للعمل في الكتابة وانشأوا الفصول الأدبية والحكمية والدينية. وكانت للسيد جمال الدين مجالس سيّارة في القاهرة غنية بالعلم والأدب والسياسة كما وصفها الصحفي سليم عنحوري فقال «ان الفئة التي كانت تتألف حوله على هيئة نصف دائرة فيها اللغوي، والشاعر، المنطقي، والطبيب، والكيمياوي، والتاريخي، والجغرافي والمهندس، والطبيعي، وأنهم كانوا يتسابقون على القاء أدق المسائل عليه، ويبسطوا أعوص الأحاجي عليه، فيحل أشكالها فرداً فردا ويفتح أغلاق طلاسمها ورموزها واحداً واحدا بلسان عربي لا يتعلثم ولا يتردد بل يتدفق كالسيل من قريحة لا تعرف الكلال فيدهش السامعين ويفحم السائلين».
وقد تميّز السيد جمال الدين بقدرة خارقة على التكيّف مع المحيط الاجتماعي والسياسي الذي يحل فيه، وتمثل ذلك في تغييره ألقابه.. فهو الأفغاني، والحسيني، والكابلي، والاسطنبولي والأسد آبادي، ولم يقتصر التكيّف على ألقابه، بل كان زيّه هو الآخر يتبدل حسب ظروف وتقاليد المجتمع الذي يحل فيه، فمن العمائم السوداء والبيضاء، والخضراء إلى طربوش أزهري أو تركي، وعقال وكوفية حجازية.
فحين وصل السيد جمال الدين إلى اسطنبول كان في زي سيد أفغاني على جبة وكساء وعمامة عجراء. فشرع بتعلّم اللّغة التركية حتى تمكّن بعد مدة وجيزة من أن يتكلّم بها ويكتب.
وحين سافر إلى أوربا لبس الطربوش، ولكنه في الحجاز كان يلبس العقال والكوفية.
وعندما وصل إلى ايران خلع السيد جمال الدين زيّه الأفغاني الذي عرف به في تركيا ومصر وتزيّا بزي سيّد من علماء الشيعة حيث وضع العمامة السوداء على رأسه، والعباءة على كتفيه، والمداس الأصغر في قدميه ولقب نفسه بالحسيني.
لقد كانت حياة السيد جمال الدين رحلة دائمة، لا تعرف الاستقرار...، كانت حياته رحلة إلى العلم والعلماء، وطموحاً لتحقيق الأهداف العظيمة وقد عبّر عن ذلك حين عرض عليه أبوه أن يقيم معهم في مدينته الصغيرة قائلاً: أنني كصقر محلق، يرى فضاء هذا العالم الفسيح ضيقاً لطيرانه، وإنني لأعجب منكم إذ تريدون ان تحبسوني في هذا القفص الضيق الصغير، ثمّ ودعهم وانصرف.
ان هذه القدرة العجيبة على التكيّف السريع والمرونة الفائقة التي امتاز بها السيد جمال الدين مكّنته من التحرك الواسع في مختلف الأقطار الإسلامية، متجاوزاً الحواجز الاجتماعية، والمذهبية، واللغوية التي تحول بين دعاة التغيير، وبين الانفتاح على القطاعات الاجتماعية المختلفة، وتمنع وصول كلمة الاصلاح إليها. وفيما نعلم أنه لم يسبقه أحد من المصلحين، فضلاً عن العلماء إلى هذه الصفة في المرونة والقدرة الكبيرة على التكيّف مع الظروف والاعراف والعادات الاجتماعية خدمة لرسالته التي نذر نفسه من أجلها فكانت عنصراً مهماً من عناصر الجاذبية والتأثير في الآخرين.
وكان السيد جمال الدين ينفتح على الفكر الإسلامي بكل مشاربه ويتعامل مع المسلمين بشتى مذاهبهم الفقهية ومدارسهم العقائدية، ساعياً إلى الوحدة الإسلامية نابذاً لعناصر الفرقة والتعصب، مما أتاح له ذلك آفاقاً للتحرك باتجاه مشروعه النهضوي في مختلف الساحات الإسلامية التي انفتحت عليه واستجابت لمشروعه الاصلاحي الداعي إلى الجامعة الإسلامية واقامة دولة اسلامية قادرة على الوقوف بوجه التدخل الغربي في شؤون الاُمة الإسلامية وفي سبيل تحقيق هذا الهدف كان يعمل على التقريب بين الشيعة والسنّة.
فعندما كان في اسطنبول كان يجتمع بثلاثة ايرانيين كانوا يسكنون اسطنبول آنذاك وهم الميرزا حسن خان الملقب بخبير الملك، والشيخ أحمد روحي الكرماني، والميرزا عبدالحسين الكرمان، وكان اجتماعهم في قصر السلطان حيث أعدت لهم قاعة خاصة فيكتبوا الرسائل إلى علماء الشيعة في العراق وايران يدعونهم فيها إلى الالتفات حول السلطان عبدالحميد من أجل تقوية الاُمة الإسلامية اتجاه الكفار الذين يريدون ابتلاعها.
ويرى بعض الباحثين ان تلك الرسائل أثرت في أوساط علماء الشيعة الذين دعا بعضهم إلى الاعتراف بخلافة السلطان العثماني ويرى آخرون ان دعوة الأفغاني كان لها بعض الأثر في حركة الجهاد التي قام بها علماء الشيعة في العراق خلال الحرب العالمية الأولى عند اندلاعها. وكان السيد جمال الدين على الرغم من أصله الشيعي لا يتعصب للتشيع تعصباً أعمى، ففي الوقت الذي نراه ينتقد أهل السنة على «سدّهم باب الاجتهاد نراه ينتقد الشيعة على عاداتهم في ضرب أجسادهم بالسلاسل ضمن اقامة المآتم الحسينية...».
وكان يقول ان اثارة قضية الخلافة بعد وفاة النبي (ص) أمر يضر المسلمين في الوقت الحاضر ولا ينفعهم فكان يتساءل في ذاك قائلاً: «لو أن أهل السنّة وافقوا الشيعة الآن على أحقية علي بالخلافة، فهل يستفيد الشيعة من ذلك شيئاً أو ان الشيعة وافقوا أهل السنة على أحقية أبي بكر فهل ينتفع أهل السنة ثمّ يهتف أما آن للمسلمين أن ينتبهوا من هذه الغفلة ومن هذا الموت قبل الموت».
كما ان السيد جمال الدين كان يمتلك بياناً بليغاً يؤثر في مستمعيه ويشدهم إليه حتى وإن كانوا من أشد مخالفيه فقد سجل (إبراهيم الهلباوي) ذكرياته عن فترة وجود السيد جمال الدين في الأزهر. فقال «كنت طالباً في الأزهر الشريف لم اتجاوز السادس عشر حين نزل السيد جمال الدين مصر، وأقبل عليه الأدباء والمتنوّرون يستمعون إلى أحاديثه العلمية ويحضرون مجالسه ودروسه وكان الشيخ محمد عبده من هؤلاء الذين أعجبوا بالسيد وتشيعوا له فحقدت عليه وصرت أتربصُ به، وباخوانه الدوائر لأني كنت كما يعتقد أشياخي الذين تأثرت بهم بأن السيد جمال الدين رجل ملحد، ونزل مصر ليضل الناس ويجمع حوله شيعة ينشرون إلحاده وضلاله» حتى أصبح قذى في عيني لا أستطيع رؤيته، وصرتُ أتوخى أن تقع هنة من السيد جمال الدين أو أحد أتباعه لأشفي بها حقدي عليه، ثمّ يذكر الهلباوي كيف انه عندما التقى بالأفغاني أعجب به وانمحت من ذهنه تلك الأوهام التي كان يتلقاها من مشايخه عنه.
وقد وصفه جرجي زيدان بقوله (انه كان خطيباً مصقعاً لم يقم في الشرق أخطب منه.
وذكر شبلي شميل انه شهد خطبة في الاسكندرية فوقف ساعتين يتكلّم بلسان عربي فصيح، والقاء حسن الكلام مفيد حتى أدهش الناس ويعتقد الوردي ان هذهِ المقدرة الخطابية هي من جراء دراسة السيد جمال الدين في النجف الأشرف إبان شبابه.
وكان السيد جمال الدين في مجال الكتابة والبحث يقول «تطويل المقدمات دليل على سقم النتائج، وليس في كل اختصار بلاغ والتكلّف للسجع ينفر منه الطبع، ويحسن وقعه إذا جاء عفواً.
كما كان يمتلك شجاعة أدبية استطاع من خلالها أن يقتحم مراكز التأثير السياسي والاجتماعي في مختلف البلاد التي حلّ فيها، ولم يكن يتهيب من مقابلة الملوك والسلاطين واقتحام مجالسهم رغم ما يحيط تلك المجالس عادةً من بهارج وأبهة ومظاهر القوة والجبروت، والتي تبعث الخوف والرعب في قلوب الناس.
كان السيد جمال الدين يخاطب الحكّام والسلاطين بلهجة الناصح الشجاع دون خوف أو وجل فقد وقف مخاطباً الشاه بقوله (أستطيع أن أفخر بنفسي أن أرى عاهل ايران قد استيقظ من سباته العميق، وأخذ يفكر في تعمير البلاد ورقيها ويثق بي. نعم انني ايراني أسد آبادي، وان كافة العلوم بحمد الله مخزونة في صدري فلا تنظر إلى وحدتي، وصغر جسمي فإني أستطيع أن أطمس جبل دماوند هذا بقبضة يدي الصغيرة، فأين ما كنت وأكون، لا أبغي إلاّ حفظ الجامعة الإسلامية ورقي المسلمين واستقلال بلادهم، فبقدر ما أشعر بالنوايا السلطانية الخيرية أبذل ما استطعت الجهد لمؤازرتها وتنفيذها، ان خراب وذلة وشقاء الايرانيين التعساء تعود إلى الذات السلطانية نفسها.
وفي لقائه مع قيصر روسيا بشأن نظام الحكم وضرورة مشاركة أبناء الشعب في بناء دعائمه قال جمال الدين «في ظني يا صاحب الجلالة القيصر ان عرش الحكم تثبت دعائمه إذا استند إلى رضاء الملايين من رعيته المخلصين ولا شك أن ذلك يكون أجدى على الحاكم من أن يكون هؤلاء الملايين أعداء ألداء له يترقبون الفرصة ويتحينون اللحظة التي يظهرون فيها ما تختزنهُ قلوبهم من سم البغضاء والكراهية وما يعتمل في نفوسهم من الثأر والانتقام.
كان ردّ الفعل لدى القيصر الروسي أن أنهى المقابلة مع الأفغاني وأفهمه بأن استمرار اقامته في روسيا أمر غير مرغوب فيه. وقد بارح السيد جمال الدين الأفغاني روسيا بالفعل سنة 1889 م ولكنه وجه حديثه إلى «عبدالرشيد إبراهيم» بالقول يا ولدي.. لا تتكدر وتغتم.. انك سوف ترى مآل قيصر روسيا كما انك ترى أيضاً النهاية الحتمية للاستعمار في الهند.
بهذه الروح القوية والشجاعة الأدبية النادرة كان السيد جمال الدين يواجه الحكّام والملوك والقياصرة. ورغم الألم والوحدة وظلام اليأس المخيم على النفوس إلاّ انه كان يرى بنظرته الثاقبة خيوط الأمل ويتنبأ بفجر المستقبل الذي لابدّ أن يجيء.
واخيرا فقد كان السيد جمال الدين صاحب مبدأ ورسالة نذر نفسه من أجل تحقيقها، فلم يسع إلى تحقيق مجد ذاتي، أو مصالح شخصية، وقد أدى ذلك به إلى أن يقف منه الحكّام في مختلف الأقطار الإسلامية وغيرها موقف الخصومة والعداء، فيما كانت جماهير الاُمة تزداد إعجاباً به وتأييداً له.
فقد وجدت فيه البطل الذي لا يهزم والقائد المخلص الذي لا يخون والشخصية النموذجية المضحية من أجل المبدأ ومصالح المسلمين.
فعندما دعي إلى لندن من قبل الحكومة البريطانية للتشاور معه حول الأوضاع في السودان بعد اندلاع ثورة المهدي فيها. فقد عرض عليه اللورد (ساليس بوري) زعامة السودان بأن يكون ملكاً عليها، رفض هذا العرض بشدة وأجابه قائلاً «ان هذا العرض لدليل على الجهل السياسي أيها اللورد، دعني أسالك هل أصبحتم تملكون السودان حتى تنصبوني ملكاً عليها... ».
مصر للمصريين، وكذلك السودان فهي جزء لا يتجزء من الخلافة العثمانية ولا يزال صاحبها حياً، ولديه القوة المادية والمعنوية، ويستطيع أن يصلح الاُمور بكل سهولة.
إذا كانت بريطانيا راغبة في تحسين أحوال الناس فلتتوجّه إلى إيرلنده، أولاً فهؤلاء أقرب إليكم، وتوجد صلات عميقة بينكم وبين الإيرلنديين، وهي تساعد على الاتفاق فيما بينكم، وهي أقوى من الاتفاق الذي تريده مع مصر والسودان وبقية دول الشرق الأوسط.
ان المبدئية ونكران الذات صفة واضحة في حياة السيد جمال الدين، كما ان سيرته الذاتية، وعزوفه عن الزواج يكشف عن انه قد وطن نفسه على الجهاد الدائب المتواصل والحركة المستمرة والتجوال الصعب من أجل التبشير بأفكاره الاصلاحية.
فقد كان يرى ان العالم الاسلامي يتّجه نحو كارثة ماحقة ولا يكان يحس بها ويدرك أبعادها، فكان يُطلق الصرخة تلو الصرخة عبر خطاباته الكثيرة أينما حل، ومن خلال صحيفته العروة الوثقى التي أصدرها في باريس وهي تمثل بحق اشراقة الصحافة الإسلامية الرائدة في العصر الحديث والتي هزت أعماق الماضي وعبرت أسوار الزمن.